لا تنتظر شكرا من أحـــد !!

لا تنتظر شكرا من أحـــد !!

من اجمل ماقرات
صفحة 20 من كتاب دكتور عائض القرنى

خلق الله العباد ليذكروه ، ورزق الخليقة ليشكروه
فعبد الكثير غيره وشكر الغالب سواه
لأن طبيعة الجحود والنكران والجفاء وكفران النعم
غالبة على النفوس
فلا تُصدم إذا وجدت هؤلاء قد كفروا جميلك
وأحرقوا إحسانك ونسوا معروفك بل ربما ناصبوك العداء
ورموك بالحقد الدفين
لا لشئ إلا لأنك أحسنت إليهم
وطالع سجل العالم الحالى من مآسيه في مقالي هذا
قصة أب ربي ابنه وغذاه وكساه وأطعمه وسقاه
وأدبه وعلمه وسهر لينام وجاع ليشبع وتعب ليرتاح
فلما كبر هذا الشاب وقوي ساعده
أصبح لوالده كالكلب العقور استخفافا وازدارءا
وعقوقا صارخا
ألا فليهدأ الذين احترقت أوراق جميلهم
عند منكوسي الفطر ومحطمى الإرادات
وليهنئوا بالعوض عند من لا تنفذ خزائنه
عند الكريم الشكور .. الله رب العالمين
كلامى هذا لا يدعوك لترك الجميل وعدم الإحسان للغير
وإنما يوطنك على انتظار الجحود والتنكر لهذا الجميل
والإحسان .. فلا تبتئس بما كانوا يصنعون
إن تربية الإسلام لأبنائه على هذا المعنى العظيم السامي
هي التي جعلت عمر بن الخطاب يقول :
" كل أمتي مني في حِلٍّ "
إعمل الخير لوجه الله ، لأنك الفائز على كل حال
ثم لا يضرك غمط من غمطك ، ولا جحود من جحدك
واحمد الله لأنك المحسن وهو المسيئ
واليد العليا خير من اليد السفلى
{ إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا }
وقديما قالوا :
لا تُفاجأ إذا منحت جافياً عصاً يتوكأ عليها
ويهش بها على غنمه فشج بها رأسك !!
هذا هو الأصل عند هذه البشرية المحنطة
فى كفن الجحود مع باريها جل فى علاه
فكيف بها معي ومعك ؟؟ !!