منتدى طلاب كلية التجارة بدمنهور
أهلا ومرحبا بكم معنا في منتدى طلاب كلية التجارة بدمنهور
إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط على زر التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا كنت عضو في المنتدى فتكرم بالضغط على زر الدخول وتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
منتدى طلاب كلية التجارة بدمنهور
أهلا ومرحبا بكم معنا في منتدى طلاب كلية التجارة بدمنهور
إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط على زر التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا كنت عضو في المنتدى فتكرم بالضغط على زر الدخول وتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
منتدى طلاب كلية التجارة بدمنهور
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى طلاب كلية التجارة بدمنهور

مرحباً بك يا زائر - ونرحب بالعضو الجديد Yasmina

 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
تاريخ/ساعة اليوم : الجمعة 26 أبريل 2024, 3:05 pm


 

 مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
H!M@_HP
عضو مميز
عضو مميز
H!M@_HP


ذكر
عدد المساهمات : 1192
العمر : 33
المزاج : زفـــــــت و الحمد لله
الجامعة : جامعة القاهرة
الكلية : كلية الهندسة
الفرقة : الأولى
الشعبة : بقالي كتير اوي اولى ميكانيكا برضو Sad
تبا
المحافظة : القاهرة
المدينة : maadi
نقاط : 6688
تاريخ التسجيل : 29/09/2009
مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق 800341355

مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق Empty
مُساهمةموضوع: مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق   مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق Emptyالإثنين 08 فبراير 2010, 2:02 am



ان شاء الله هنزل في التوبيك ده مجموعة قصص للعبقري د/ أحمد خالد توفيق من كتاب الان افهم يا رب تعجبكوا
و ده لينك لتحميل الكتاب
[/font][/b]
حمل من هنا
[/color]
[/center]

التــآكُــــل


سوف يستغرق الأمر وقتًا طويلاً جدًا قبل أن يعرف الناس من أين جاء التآكل
خمسون يومًا لا أكثر، لكن قد يتبدل العالم ويتغير كل شيء.. وأنا أجلس هنا في هذا الوكر الضيق أنتظر النهاية ولا أعرف إن كانت ستأتي حقًا، ومن أية جهة؟.. وبأية طريقة؟
أعتقد أن كل شيء بدأ في يوم جمعة هادئ عندما كان الناس عائدين لبيوتهم لتناول الغداء، وقد انتهت صلاة الجمعة منذ ساعة.. لابد أن أول الضحايا كان ذلك البقال العجوز. كان الزبائن يتزاحمون عنده ويكلمونه وفجأة بدأ وجهه يتآكل.. وبدأت عظامه تبرز للعيان.. ثم هوى على الأرض وثمة شيء كأنه بخار أخضر ينبعث منه، وفي اللحظة التالية أدرك الزبائن المذعورون أنهم ينظرون إلى هيكل عظمي تكسوه الثياب


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لم يصدق أحد ما حدث حتى تهاوت الضحية الثانية خلال ثلث ساعة.. ثم الضحية الرابعة
هرع الناس إلى أجهزة المذياع والتلفزيون يبحثون عن أنباء.. يبدو أن هناك حوادث مماثلة في أكثر من مكان بالقاهرة.. ثمة شيء غير مفهوم
يبدو أن فريقًا من منظمة الصحة العالمية جاء إلى مصر على وجه السرعة. بعد يوم وجد العلماء أن هناك حمضًا نوويًا وجزئ بروتين يملأ الأنسجة الباقية من الضحايا، وقد استطاعوا نقل العدوى لحيوانات التجارب بحقنها بهذا الجسم المبهم.. وخلال ساعات كان العالم قد عرف أن هناك فيروسًا مجهولاً جاء من مكان ما.. فيروسًا يقضي على ضحاياه خلال دقائق، وهذا عن طريق إذابة الأنسجة العضوية كلها
ما كان يحتاج إلى أعوام في الماضي صار يحتاج إلى دقائق في عصر أجهزة الكمبيوتر الجديدة وكل ما صرنا نعرفه عن الهندسة الجينية.. لقد وجدوا الفيروس واستطاعوا تتبع تركيبه الجيني الذي يحوي قواعد لم يعرفها العلم من قبل.. قواعد غير أرضية.. وتذكر الجميع ما تنبأ به العلماء منذ دهر أن اللقاء الأول مع الكائنات الفضائية لن يكون لقاء مع كائن أخضر له هوائي على رأسه، بل هو على الأرجح سيكون مع كائنات وحيدة الخلية كالبكتريا أو لا خلايا على الإطلاق كالفيروسات.. وسرعان ما صار اسم الفيروس الجديد هو
Erosion
أي: فيروس التآكل
*******
من أين جاء؟.. كيف هبط على كوكب الأرض؟.. لا أحد يدري
فقط عرف الناس أنه سريع جدًا.. ينتقل بسرعة جهنمية محدثًا نتائج وخيمة. يبدو أنه ينتقل بكل السبل المعروفة.. بالفم.. باللمس.. بالاستنشاق.. بالنشاط الجنسي.. بالحقن.. بلدغ الحشرات.. حتى قال أحدهم مازحًا إنه ينتقل بالنكات البذيئة. قال هذا طبعًا قبل أن يسقط ميتًا ويذوب


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

التآكل في كل مكان.. إنه يزحف قادمًا من قلب المدينة.. يجتاح أحياء بأكملها.. هناك شقق كاملة صارت مغلقة بلا أحياء بعد ما ذاب قاطنوها.. حافلات توقفت في وسط المدينة؛ لأن السائقين لاقوا نهايتهم.. مدارس لم يعد فيها أحياء.. لقد ضرب الفيروس بسرعة شديدة جدًا قبل أن تضع أية جهة سياسة لمقاومته
أنا حي.. لا أعرف السبب ولا لماذا لم أمت، لكن يصعب أن أقول إنني سعيد الحظ، عندما أنظر من الشرفة فأرى كل هذه الهياكل العظمية المغطاة بالثياب ملقاة في كل مكان.. عندما أتذكر أن زوجتي لم تعد من العمل.. لم تعد بعد ثلاثة أيام.. وعندما ذهبت إلى هناك لم أرَ إلا هياكل عظمية ترتمي على المكاتب
ازداد الأمر سوءًا عندما انقطع إرسال المذياع والتلفزيون فالهاتف.. صرت معزولاً بالكامل، وعرفت أن ذات السيناريو يحدث في أرجاء القاهرة.. من يدري؟.. ربما أنا الشخص الوحيد الحي، لكن تصور هذا صعب طبعًا.. لسنا في فيلم سينمائي هنا، وبالتأكيد هناك أحياء في أماكن أخرى لكن كيف أجدهم؟
إن مَن ماتوا سعداء الحظ بالتأكيد.. لم يعرفوا أنهم يموتون، بينما أنا أرتقب وأرتجف ذعرًا وأنتظر الموت دقيقة بدقيقة.. والسؤال الأهم الذي يساوي الملايين هو: لماذا ظللت حيًا حتى الآن؟.. شيء ما حماني طيلة هذا الوقت، وعليَّ أن أحافظ عليه
*******
أنا هنا في تلك الشقة الضيقة التي وجدت بابها مواربًا.. لماذا لم أظل في بيتي؟.. لأن زوجتي وأولادي أصيبوا بالعدوى على الأرجح، ولا أضمن ألا يكون السبب هو أن هناك مصدرًا للعدوى في شقتي
هذه الشقة في بناية مجاورة لبيتي.. لا توجد فيها أجهزة تكييف، والنوافذ مغلقة، كما أن الحمام لم يستعمل منذ دهور.. شقة معقمة جدًا خالية من البشر تمامًا منذ زمن.. يمكن أن تكون هذه نقطة بداية صحيحة.. هناك صراصير حية وأنا أعتقد أن الصراصير بدأت تهلك في الخارج نتيجة الوباء. هذه علامة صحية أخرى.. أذكر العصافير حبيسة الأقفاص التي يحملها الناس قرب مواقع التسرب النووي باعتبارها عدادات (جايجر) بيولوجية فائقة الحساسية.. لو انقلب العصفور ومات فأنت في خطر
فلأُبقِ عيني على الصراصير.. فلألحظها جيدًا
لديَّ مخزون من الطعام المحفوظ ولا أظن هذا خطرًا.. قمت بمغامرة نزلت فيها إلى سوبر ماركت في قمة الشارع وتحسست طريقي وسط الهياكل العظمية المتناثرة وأنا أكتم أنفي بمنديل، وحصلت على خزين من المعلبات مع زجاجات ماء معدني كثيرة.. أعتقد أنها قد عبئت قبل أن يبدأ الوباء... لا شك أن مياه الصنبور خطرة فعلاً


*************
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الآن يمكني أن أحاول فهم سبب نجاتي
تعلمت منذ زمن أن أبدأ يومي بملعقة من العسل الأبيض وابتلاع فصي ثوم.. هذه العادة قد تكون مسئولة عن نجاتي.. ربما كان الحل في العسل الأبيض أو الثوم؟.. لكن لا.. تصور هذا صعب؛ لأن هناك الكثيرين يمارسون ذات العادة
أنا مصاب بزيادة في حموضة المعدة.. أذكر قصة ذلك الطبيب الذي تحدى روبرت كوخ عندما زعم الأخير أنه وجد البكتريا الواوية المسببة للكوليرا.. تحداه لدرجة أنه شرب مزرعة كاملة من البكتريا فلم يصب سوى بعسر هضم بسيط!.. هكذا وجد كوخ نفسه في موقف كريه فعلاً.. فيما بعد قال المفسرون إن الطبيب الذي شرب المزرعة كان يعاني من زيادة في حموضة المعدة وهذه قتلت بكتيريا الكوليرا على الفور.. ربما تحميني حموضتي من الموت؟.. لا أدري
هناك ألعاب مناعية لا يمكن فهمها.. لماذا يسعل مريض الدرن في وجه رجلين فيصاب الأول بالدرن وينجو الثاني؟.. لا أعرف
على كل حال يمكنني أن أواظب على العسل الأبيض، فلا سبيل للحصول على الثوم الآن
كم سأبقى هنا؟.. لا أعرف
*******
كنت أجلس في الظلام خالي الذهن كعادتي مؤخرًا.. أتعامل مع العالم بشيء من الغباء سببه عدم وجود منبهات حسية من أي نوع.. هنا شعرت بذلك الفم الدافئ يلعق قدمي.. صرخت ووثبت في الهواء مترًا، ثم أدركت أن هذا القادم قط صغير.. قط أضناه البحث عن طعام أو بشر.. من دون ناس يصعب أن يجد فضلات يأكل منها
تعاملت معه بحذر وخوف في البداية؛ لأنني خشيت أن ينقل لي العدوى، ثم تذكرت أن المرض قاتل سريع الفتك.. على الأرجح كل من هو حي مأمون كذلك.. سوف يعيدني هذا القط العزيز إلى عالم الأحياء وسوف أكلمه طيلة اليوم
هكذا تركته في الشقة وركضت ركضًا حتى ذلك السوبر ماركت والكمامة على أنفي.. من الصعب أن أجد لبنًا صالحًا بعد خمسين يومًا، لكن القطط لا تبالي بهذه الأمور .. هكذا جلبت له عدة أكياس من اللبن وعلبًا من اللحم المحفوظ
عدت إلى البيت ركضًا لكنه لم يكن هناك.. لقد تركت الباب مواربًا ومن الواضح أنه فر. بحثت بدقة أكثر فوجدته على بعد ثلاثة أمتار من فتحة الباب.. كان ميتًا.. الفيروس قد قضى عليه فصار هيكلاً عظميًا



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وجدت مكنسة بالشقة فأخذتها ودفعته دفعًا حتى تدحرج من فوق الدرج. لقد صار خطرًا الآن وصار من الوارد أن يقضي عليَّ في أية لحظة
كتب عليَّ أن أعود إلى الوحدة، لكن (نرمين) كانت قادمة.. ومع (نرمين) تغير كل شيء


*******
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

كانت لحظة مرعبة لنا معًا.. لقد رأيت ذلك الشبح المُلثَّم يقف في بئر السلم، ورأتني فصرخت.. شبح ملثم له صوت أنثوي؟.. هذا غريب
للحظات سادت كوميديا الموقف المكان.. بين ذعر وصراخ وأنا أكرر أنني سليم وعليها ألاّ تقلق.. تدنو مني فأتراجع خوفًا؛ خشية أن تكون مصابة.. تصرخ مؤكدة أنها سليمة.. وهكذا
في النهاية دخلتْ الشقة وراحت تلهث.. كانت في الثلاثين من عمرها، لها وجه جذاب وإن كان غيرَ جميل، ولها عينان ذكيتان حساستان
كانت تقول: حسبت أنني آخر الأحياء.. حمدًا لله!... لقد قضيت عشرين يومًا مذعورة كالفأر.. نسيت الكلام منذ انقطع الإرسال.. لا أعرف ما يحدث بالخارج.. خارج القاهرة.. هل تجيد قيادة السيارات؟.. لا؟.. أنا لا أجيد.. هناك ألف سيارة ملقاة في الشوارع لكن لا أنا ولا أنت نستطيع القيادة.. لا وسائل مواصلات.. علينا أن نبقى هنا
كانت تتكلم بلا توقف فدسست في يدها قطعة من البسكويت كي تأكل وتخرس قليلاً
ملأت فمها بالبسكويت.. لم تكن جائعة طبعًا لأن الطعام في كل مكان، لكنها جائعة للصحبة البشرية.. الطعام الذي تأكله وأنت البشري الوحيد يكون طعمه كالسم.. رحت أحكي لها قصتي.. أحكي لها عن زوجتي.. عن القط.. عن أولادي... كل شيء ما عدا اسمي


*******
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

لما انتهت من الطعام سألتها عن عملها واسمها فقالت وهي تجلس على الأرض: (نرمين محمود).. طبيبة مختصة بعلم الميكروبات.. أعمل في مركز بحوث (.....).. وأنت؟
قلت: (أسامة الشرقاوي).. معلم.. إذن أنتِ تعرفين بعض الشيء عن هذا الفيروس اللعين.. هل جاء من الفضاء فعلاً؟
قالت وهي تنهض: لا أعرف إلا أعراضه.. مهمتنا أن نبقى أحياء.. هذا هو الشيء الرئيس
ثم وقفت في وسط الصالة الضيقة تنظر للأرض وقالت: هو يفتك بالصراصير أيضًا
نهضت مسرعًا وقد أصابني الذعر.. نظرت لأجد خمسة صراصير مقلوبة على ظهورها جوار جدار وقد أشعلت عود ثقاب ودنوت منها، فوجدت أنها متآكلة فعلاً.. لا شك في هذا
*******
قلت في رعب: كانت حية.. كانت حية حتى وقت قريب جدًا.. إن هذا الكابوس يزحف بلا توقف.. لقد حسبت أنني سأنجو ما دامت الصراصير حية ترزق
قالت وهي تدفن وجهها بين كفيها: كانت هناك فئران في القبو الذي تواريت فيه، وكنت أشعر بذعر شديد.. لكن ظللت أتمنى أن تبقى حية حتى النهاية فلا أجد جثثها المتآكلة.. هذا ما حدث لحسن الحظ
الموت الأحمر يدنو منا.. فقط لن نتوارى منه في قصر حجراته ملونة كما فعل أبطال (إدجار آلان بو).. نحن هنا في هذه الشقة المظلمة مذعورين خائفين
كنت أفكر في قلق.. هناك وقائع كثيرة يكون فيها الشخص حاملاً للعدوى ولا يصاب بها.. هذا وارد جدًا.. لماذا هلكت الصراصير الآن فقط؟.. بعد ما دخلت هي الشقة؟... شيء جديد قد طرأ وهو ظهور (نرمين) هذه.. هل أنا في خطر؟
بعد قليل قالت لي دون أن ترفع وجهها: هل خطر ببالك أن مهمة إعادة الحياة تقع على عاتقنا؟... رجل وامرأة.. يبدو أننا سنتزوج لا محالة
نظرت لها في دهشة.. هذا آخر شيء فكرت فيه.. لكن من قال إننا البشريان الوحيدان الناجيان؟.. قد نكون آخر بشريين في القاهرة لكن بالتأكيد يعج العالم بالبشر في الخارج.. لا شك أن هناك مئات المتوارين في أرجاء القاهرة مثلنا كذلك.. ما تفكر هي فيه أكثر درامية مما تتحمله الأمور
قلت لها ضاحكًا: لا أقصد أن أهينك.. لكن أعتقد أن الأمور ليست بهذا السوء بعد
ثم سألتها لأغير مجرى الكلام: هل لديكِ نظرية تفسر بقاءَك سليمة حتى اللحظة؟
قالت: عندما اشتد الوباء تعاطيت وزوجي جرعات من عقار الأمانتادين وحقن الإنترفيرون على سبيل الوقاية لا العلاج.. خطر لي أننا لن نخسر شيئًا
سألتها: وهل نجح هذا الابتكار؟
أجابت: مات زوجي بالوباء بعد ساعات.. كان يهذي بلا توقف لأن الفيروس قد يسبب هلاوس وحالة من الجنون الوقتي قرب النهاية، بينما نجوت أنا.. لا أملك تفسيرًا أفضل من أن هذه التجربة الخرقاء أفلحت معي.. وماذا عنك؟
لم أرد لأنني كنت أنظر إلى وجنتها.. هل أنا أهذي أم أن هناك رقعة عارية يبرز العظم منها؟
*******
قلت لها بصوت مبحوح: أنتِ.. لست منيعة تمامًا
ـ عمَّ تتكلم بالضبط؟
قلت وأنا أتراجع للخلف: الوباء.. التآكل.. يبدو أن دورك قد حان
مدت يدها لتتحسس جبهتها، وهنا فوجِئتْ بأنها ترى سلاميات أصابعها العظمية.. شهقت ونهضت.. حقًا كان كل شيء يدور بسرعة جهنمية.. البخار الأخضر اللعين الناجم عن عمليات التحلل العضوية يتصاعد
لكنها ظلت قادرة على الكلام.. ويبدو أن العلاج الذي جرّبته وزوجها لم يقدم لها أكثر من هذا.. قالت وهي تستند على الجدار: لكن كيف؟.. لقد مررت بكل شيء.. هلك كثيرون أمامي ولم يحدث لي شيء

[color=black][b][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


ثم لم تقدر على أن تقف على قدميها أكثر فسقطت على الأرض، ولكنها رفعت نحوي وجهها المُشوّه وقالت بصوت كالفحيح: الآن فهمت.. فهمت.... الوباء هو أ.. أ
ثم نفدت الحياة من جسدها.. لم أجرؤ على النظر إلى ما صارت إليه... لقد رأيت هذا المشهد مرارً.. لا أتحمل أكثر.. لن أتحمل أكثر
سقطتُ على الأرض والعرق يغمرني لكني كنت أتأرجح بين الوعي واللا وعي.. أرى بعين الخيال البقال العجوز يكلمني بعد صلاة الجمعة ويضحك.. أرى نفسي وسط المصلين.. أرى نفسي في مترو الأنفاق.. في الحافلة.. أرى نفسي جالسًا في مطعم.. أمزح مع زوجتي
هناك من هلكوا بسرعة وهناك من تأخروا كثيرًا لأسباب غير مفهومة.. لكن النهاية واحدة
أرى بعين الخيال نفسي راقدًا على ظهري في مكان مظلم من الصحراء... أنظر للسماء -حيث تنتثر النجوم- عاجزًا عن الحركة.. أرى كائنين غريبين قريبين بالبشر لكن لا وجه لهما يجثمان فوق صدري.. أداة غريبة تغرس إبرة في ذراعي.. أعرف أن الشيء يسري في دمي..أعرف من أفكارهما أنني لن أموت...لن أموت
لكني سأكون الموت
لماذا أنا في الصحراء؟.. لا أذكر.. لكن هذا كان منذ خمسين يومًا. أعرف يقينًا أنه كان منذ خمسين يومًا.. لن أموت.. لن أموت
نهضت من غيبوبتي فجلست على أرض الشقة في الظلام.. أنظر إلى الهيكل العظمي الذي سقط بقربي.. لقد كان كابوسًا مفزعًا لكنه لم يكن كابوسًا بالضبط.. ربما هو ذكرى، نسيت كل شيء عنها وعادت
لا أعرف..
"الآن فهمت.. فهمت.... الوباء هو أ.. أ -"
قالتها نرمين قبل أن تموت.. كانت قد اقتربت من الشفافية وعرفت كل شيء.. أرادت أن تقول: الوباء هو أنت
لماذا هلك القط بمجرد أن داعبته قليلاً؟.. لماذا هلكت الفتاة؟... الصراصير تتحمل أكثر من سواها لذا عاشت معي طويلاً لكنها ماتت في النهاية... ولماذا لم أمرض أنا؟
حامل العدوى قد لا يصاب بها، ولهذا هو خطر داهم لأنه لا يبدو مريضًا ولا أحد يتجنبه. لقد ذهبت لكل مكان وتعاملت مع الجميع وأكلت في كل المطاعم.. لو أردت أن أنشر هذا الوباء الغريب فما كنت لأفعل أكثر من هذا
هل هي تجربة ما؟.. هل نلعب دور فئران المختبر في تجربة كونية لا نفهمها؟.. هل هو سلاح بيولوجي ابتكره سكان عالم آخر وأرادوا معرفة تأثيره على سكان مدينة؟.. لا أدري.. لكني أعرف شيئًا واحدًا.. أنا السبب في كل ما حدث من فظائع
*******
أصعد في الدرج ثلاثة طوابق إلى سطح البناية وأقف لاهثًا هناك على حافة السور.. أنظر إلى الشارع البعيد من تحتي حيث تناثرت الهياكل العظمية بكامل ثيابها، وتبعثرت السيارات.. آخذ شهيقًا عميقًا
هناك طريقة مؤكدة للقضاء على وباء التآكل وأنا أعرفها.. يجب إبادة مصدر العدوى بأية طريقة كانت.. النار تبدو حلاً أكثر منطقية لكني لا أجرؤ على أن أفعل ذلك
وداعًا.. أرجو أن يتأخروا في العثور على جثتي فترة كافية لتجف وتفنى العدوى


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


أغمضت عيني ووثبت..
لم تعد هناك أرض تحت قدمي..
هنا سمعت في ذاكرتي صوت نرمين يقول: الفيروس يسبب هلاوس وحالة من الجنون الوقتي قرب النهاية
ماذا لو كانت نظرية الوباء الحي هذه هذيانًا؟.. ماذا لو كان كلامها صادقًا؟.. ربما تسرعت أكثر من اللـ


عدل سابقا من قبل H!M@_HP في الجمعة 12 فبراير 2010, 6:57 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.wainty.com
YouniS HamdY
نائب المدير
نائب المدير
YouniS HamdY


ذكر
عدد المساهمات : 28954
العمر : 32
العمل/الترفيه : بدور والله
المزاج : زفت زفت زفت
الجامعة : جامعة دمنهور
الكلية : كلية التجارة
الفرقة : الرابعة
الشعبة : محاسبه وافتخر
المحافظة : البحيرة
المدينة : شيراخيت
نقاط : 34048
تاريخ التسجيل : 06/01/2009
مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق 800341355



مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق Empty
مُساهمةموضوع: رد: مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق   مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق Emptyالإثنين 08 فبراير 2010, 4:37 pm

تسلم ياهيما على التوبك


بس ف مشكله ف الخط ف اول التوبك


ياريت تحاول تحلها


ومنتظرين باقى القصص
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://damcommerce.yoo7.com
H!M@_HP
عضو مميز
عضو مميز
H!M@_HP


ذكر
عدد المساهمات : 1192
العمر : 33
المزاج : زفـــــــت و الحمد لله
الجامعة : جامعة القاهرة
الكلية : كلية الهندسة
الفرقة : الأولى
الشعبة : بقالي كتير اوي اولى ميكانيكا برضو Sad
تبا
المحافظة : القاهرة
المدينة : maadi
نقاط : 6688
تاريخ التسجيل : 29/09/2009
مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق 800341355

مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق Empty
مُساهمةموضوع: رد: مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق   مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق Emptyالثلاثاء 09 فبراير 2010, 11:53 am

حاولت يا يونس و الله كذا مرة مش عارف في ايه؟؟؟
ان شاء الله اظبط المشكلة في باقي القصص
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.wainty.com
H!M@_HP
عضو مميز
عضو مميز
H!M@_HP


ذكر
عدد المساهمات : 1192
العمر : 33
المزاج : زفـــــــت و الحمد لله
الجامعة : جامعة القاهرة
الكلية : كلية الهندسة
الفرقة : الأولى
الشعبة : بقالي كتير اوي اولى ميكانيكا برضو Sad
تبا
المحافظة : القاهرة
المدينة : maadi
نقاط : 6688
تاريخ التسجيل : 29/09/2009
مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق 800341355

مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق Empty
مُساهمةموضوع: رد: مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق   مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق Emptyالثلاثاء 09 فبراير 2010, 12:10 pm

الصفـقــة

الرجل كان يُدعى أبو هيبة.. اسم مُوحٍ فعلاً
قال له مصطفى إنه سيجده جالسًا هناك في ذلك المقهى في الحادية عشرة ليلاً،
وهو يفضل مقعدًا هناك في الخلاء بين أغصان الأشجار..
يلتهم طبقًا من الحساء ولحم الرأس والفتّ..
في كل ليلة يأكل ذات الوجبة مؤكدًا أنه يشقى..
يقولها في نوع من الرثاء للنفس..
بعد هذا سيشرب الشاي الكشري ثم تأتي التعميرة..
هذا هو الوقت المناسب للكلام
كان ممدوح من الطراز العصبي الواهن المتوتر للأبد،
لذا لم يستطع بدء المحادثة فورًا..
كانت ساقه ترتجف بلا توقف، وجف ريقه،
كما أن قلبه لم يعد يدق ثلاث ضربات متماثلة..
هكذا اضطر إلى أن يجلس إلى أقرب مقعد مصنوع من الخوص المجدول..
وقبل أن يفهم كان القهوجي غير المبالي قد وضع أمامه كوبًا من الماء اتسخ بالشحوم ووقف ينتظر طلبه دون أن ينظر له

ـ هل.. هل لديكم عصير ليمون؟


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

لم يقل القهوجي نعم أو لا بل انصرف على الفور، وظل ممدوح ينظر في ثبات إلى ظهر يده التي ترتجف..
كأنه لو رفع عينيه لعرف الجميع ما يريد
ببطء شديد راح يتلمس طريقًا لنظراته..
أخيرًا سقطت عيناه على أبو هيبة..
كان يلتهم طعامه في استمتاع وثبات..
رجل يعرف حقوقه كاملة ويحصل على أكثر منها بكثير.
تأمل كيف يلقي بأصابع الممبار في فمه غليظ الشفتين،
وكيف يمضغ بثبات وتؤدة..
الرجل الذي يتناول كل ليلة عشاء من لحم الرأس ليس رجلاً سهلاً
يرفع بين أنامله قطعة من اللحم ويلقيها للقطط التعسة المتزاحمة حوله، لكن لا يظهر على وجهه أي تعبير.
من السهل أن تصدق أن هذا الرجل قتل عشرين ولم يُقبَض عليه..
عشرين كائنًا حيًا لهم أحلام وآمال وماض وشهوات وأسرار..
أزالهم من على وجه الأرض، وبرغم هذا هو قادر على أن
يستمتع بعشائه ويطعم القطط
كلما نظر له شعر بأنه أمام لغز حقيقي..
ربما قوة تتجاوز فهم البشر
*******
جاء الليمون الرديء جدًا فشربه مرة واحدة كأنه يشرب دواء ملينًا ثم نهض مترنحًا نحو مائدة أبو هيبة.. غمغم
ـ سلامو عليكو
ولم ينتظر دعوة بل جلس دون أن يرفع عينيه عن الأرض
أبو هيبة يمسك بماسورة ويدقها دقًا على حافة الطبق ليسيل منها النخاع.
يالأعصابه!..
يمضغ بلا توقف وهو يدرس جليسه بعينين حادتين
لم يكن أبو هيبة يبدو كرجل العصابات أو مطاريد الصعيد لو خطر لك هذا..
كان مجرد رجل قوي البنيان يلبس بذلة صيفية ذات كُمَّين غامقة اللون،
كالتي دأب المسئولون عندنا على ارتدائها منذ عقدين مضيا..
رجل خشن لكن لا يوحي بأنه قاتل.
فقط يضع على رأسه طاقية بيضاء صغيرة وله شارب رفيع على حافة شفته العليا..
الغريب أنه كان حليق الذقن بدقة شديدة
قال ممدوح وقد شعر بأن غموضه طال
ـ جئت من طرف إبراهيم الأبيض.. يقول لك إن دور الطاولة بينكما لم ينتهِ بعد
بدا نوع من الفهم في العينين، ثم واصل الرجل عملية المضغ.
هذا الرجل لن يتكلم..
سوف يصغي بلا توقف.. لقد اعتاد هذا..
لو لم يرق له الكلام فلسوف يطرده شر طردة أو يضربه لو أصر على موقفه
قطعة لحم أخرى لكلب ضال أجرب يبصبص بذيله،
ثم تجشأ الرجل وأزاح الطبق جانبًا..
وكأنما يرى بقفاه أو يتحرك بعصا ساحر، جاء القهوجي ليضع أمامه طستًا نحاسيًا صغيرًا به ماء وقطعة صابون..
ثم وضع كوبًا من الشاي الكشري على المنضدة المجاورة وبدأ في رفع الأطباق..
وبيد واثقة مسح المنضدة ووضع عليها كوب الشاي...
في ثوان لم يعد هناك أي أثر لعملية الافتراس السابقة.
وخلال ثوان كان مبسم الشيشة بين شفتي أبو هيبة الغليظتين
بدا الرضا على أبو هيبة..
كأنه أنجز عملاً ستتقدم به البشرية،
ونفث سحابة كثيفة من الدخان وراح يرمق ممدوح في حدة متسائلاً
قال ممدوح: قال لي إبراهيم إنك يمكن أن تقدم لي هذه الخدمة.. قال إنك بمثابة أخيه.. لكنه طلب مني أن أعطيك قائمة بالأماكن التي يتواجد فيها الزبون.. تريد صورته كذلك
ومد يده وأخرج ورقة مطوية وناولها للرجل الذي فتحها بيد واحدة وراح يقرأ بعينيه فقط
ـ شركة الصفا للتجارة.. باب اللوق.. من 9 إلى 3 بعد الظهر.. المنزل في....... من السادسة مساء يعمل في حسابات سوبر ماركت
قال ممدوح: لم نتفق على السعر


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

للمرة الأولى تكلم أبو هيبة، وكان صوته هادئًا ككل شيء فيه كأنه كان يتدرب عليه منذ أعوام
ـ خمسة
ـ خمسة آلاف؟.. لكنه قال لي
ـ خمسة آلاف.. وما اسمه؟.. أين صورته؟
قال ممدوح وهو يبتلع ريقه
ـ اسمه ممدوح أحمد.. لا داعي لأن أجلب لك صورته.. فأنا هو


*******

في نصف الساعة التالي حكى ممدوح للرجل الرهيب قصته.. طبعًا استنشق الكثير جدًا من دخان الشيشة وسعل مرارًا وهو يحكي.. لكن أبو هيبة ظل يصغي وهو لا يبعد عينيه تقريبًا ولم يتكلم إلا بضع جمل مقتضبة
القصة معروفة على كل حال.. ممدوح أحمد يملك شركة أعمال صغيرة جدًا، وله أسرة جميلة صغيرة مكونة من زوجة محبة وطفلة.. الحياة هادئة منتظمة والربح قليل لكنه ثابت، وهنا جاءه من يُحدِثُه عن البورصة.. الحلم الواعد الوحشي.. هناك كثيرون نجحوا.. هناك من حققوا الملايين في أسابيع.. هكذا ابتاع حافظة وعرف طريق شركات السمسرة، وبالطبع باع كل ما يملك وسحب كل مدخراته.. في النهاية هوت الأسهم إلى الحضيض.. إن من لم تؤذه البورصة في مصر مؤخرًا محظوظ بشكل غير عادي أو هو تايكون
Tycoon
متوحش الثراء
البورصة لم تؤذ أبو هيبة لأنه لا يثق بهذه الأمور.. لا يثق بالمصارف أصلاً.. لهذا لم يفهم معظم ما قيل.. فقط فهم أن ممدوح لم يعد يملك من العالم سوى خمسة آلاف جنيه
قال ممدوح دامع العينين
ـ هكذا رحت أرمق أسرتي الهانئة الغافلة وأنا أرتجف رعبًا على مستقبلهم
نفث أبو هيبة سحابة دخان وقال
ـ هناك من قتلوا أسرتهم بسبب البورصة.. ألا تقرأ الحوادث؟
قال ممدوح وهو يتحسس شعره الناحل
ـ أنا سأفعل العكس.. سأقتل نفسي
ـ تنتحر؟
ـ ليس بالضبط


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

القصة -كما لابد أنك استنتجت- هي أن ممدوح قام بعمل وثيقة تأمين لنفسه. في حالة وفاته ستنال زوجته مبلغًا ممتازًا يحميها من الغد.. طبعًا لو قتل هو نفسه فلن تنال مليمًا.. هناك الانتحار الذي يبدو كأنه حادث، مثل سقوطه في النيل أو من فوق بناية، لكن شركات التأمين تشم هذه الألاعيب من بعيد.. لن يصعب على الشركة أن تعرف أنه كان يمر بضائقة مالية وأنه ابتاع بوليصة التأمين وهو مفلس تمامًا.. هكذا يموت هو وتضيع أسرته
*******
الآن بدأ أبو هيبة يفهم..
ـ تريد أن أقتلك ويبدو الأمر كأننا لم نتفق على ذلك
ابتسم ممدوح وجفف العرق على جبهته وقال
ـ مهمة سهلة كما ترى.. سوف تعرف كل أماكن وجودي.. سوف أتيح لك أسهل الظروف الممكنة.. سأمشي وحدي في حي مقفر مهجور.. سأتركك تجرب مرة ومرتين. فقط يجب أن يبدو الأمر كسطو مسلح.. يجب أن يقتنع رجال الشرطة بهذا
نظر أبو هيبة حوله في حذر، ثم طلب من ممدوح أن يرافقه خلف الأشجار
هتف ممدوح في ذعر
ـ هل ستفعل هذا الآن؟.. لست مستعدًا بعد
ـ أفعل ماذا يا أستاذ ؟.. عم تتكلم؟.. تعال معي
وهكذا غادر الرجلان المقهى إلى منطقة خالية وراءه تناثرت بها الأشجار، وهناك طلب أبو هيبة من ممدوح أن ينزع ثيابه كلها فيقف بالثياب الداخلية فقط.. أطاعه ممدوح المذعور، بينما أبو هيبة يفتش الثياب بدقة غريبة، ثم تفقد حذاء ممدوح ورفع الفانلة الداخلية ليتفحص بطنه


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

هنا أدرك ممدوح الأمر.. الرجل حذر ويخشى أن يكون هذا العرض المريب كمينًا.. ربما تنقل المحادثة بالكامل عبر جهاز تنصت إلى الشرطة.. سوف يسجلون قبوله للصفقة، ثم يصورونه قبل التنفيذ ويعتقلونه في اللحظة المناسبة
أشار لممدوح كي يرتدي ثيابه من جديد، وأمره أن يمشي معه بين الأشجار. هذه هي الطريقة المثلى للتأكد من عدم وجود أجهزة تنصت.. تكلم وأنت تمشي
*******
أشار لممدوح كي يواصل الكلام، فقال هذا
ـ يمكنك البدء بعد ثلاثة أيام.. الآن سوف أعطيك نصف المبلغ
ـ وماذا يجبرني على تنفيذ الباقي؟.. قد يكفيني هذا
ـ أنت الخسران.. متى قتلتني سوف تجد في جيب القميص باقي المبلغ ومعه جزيل الشكر
ثم عاد ممدوح يشرح شروط الصفقة
ـ أرجو ألا تجعلني أعرف ما أنت موشك على عمله.. حاول أن تكون ضربتك مفاجئة.. لا عنف من فضلك
ابتسامة ساخرة تلاعبت على شفتي أبو هيبة وقال
ـ هل بعد القتل عنف؟
ـ نعم.. أنت تعرف هذا خيرًا مني.. قطع الحلقوم وبقر البطن مثلاً.. لا توسعني ضربًا حتى الموت.. لا تعذيب من فضلك.. الأسلحة النارية مفضلة دائمًا.. وطبعًا لا أريد أن تتركني كفيفًا أو مصابًا بشلل رباعي
ـ تريد قتلاً خمسة نجوم
ـ بالضبط.. هذا ما أريد.. موعدنا بعد ثلاثة أيام.. سوف أعود من عملي ليلاً في ساعة متأخرة وسوف أضطر للمشي في منطقة مهجورة.. لِنَقُل العاشرة مساء الثلاثاء.. هذا مناسب جدًا
وقبل أن يفهم السفاح ما حدث، كان ممدوح قد دس حفنة من الأوراق المالية في يده وتوارى مبتعدًا بين الأشجار

*******

عاد ممدوح إلى داره في ساعة متأخرة من الليل راضيًا عن نفسه
هاهي ذي هناء غافية في غرفة النوم وقد دست الصغيرة مي يدها الرطيبة في كفها، وفي يدها الأخرى دبدوبها الصغير
فلتناما في سلام.. هما لم ترتكبا أية حماقة ولا خطأ.. هما لم تجازفا بمال الأسرة في البورصة ولا تعرفان أي شيء عن الخطر المحيط بهما
هو يعرف.. وهو سوف يسدد فاتورة أخطائه بالكامل. هكذا نزع ثيابه وارتدى المنامة وجلس في الصالة يفكر في لقائه الرهيب بذلك الرجل الصموت الغامض أبو هيبة


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

من أين يأتي هؤلاء؟.. متى ولدوا؟.. ما الظروف التي جعلتهم يتحولون إلى قتلة؟ هل لأبي هيبة هذا أسرة؟.. هل له أطفال؟.. هل كان هو نفسه طفلاً يغفو في حضن أمه؟... مستحيل. بالتأكيد يأتي هؤلاء من أعماق بركان أو من غياهب كهف.. وهم لا ينامون أبدًا ويقتاتون بالدماء
ـ هل عدت يا ممدوح؟
صوت زوجته الناعس اللطيف.. تنهض وتفرك شعرها ثم تضع الملاءة على كتفي الصغيرة.. ملاءة هفهافة رقيقة تغريك بالنوم
ـ لقد أعددت لك العشاء..صبرًا.. سوف أسخنه لك
حاول إقناعها بمواصلة النوم لكنها مصرة.. تنهض وتعد له المائدة.. طعام بسيط لذيذ.. علبة من السردين مع رغيفين من الخبز قامت بتدفئتهما في الموقد. كوب من الشاي بالنعناع
تقول له: كف عن الشقاء والتعب.. كف عن تعذيب نفسك.. كما ترى نحن ننعم بحياة طيبة.. لقد تناولنا على الغداء بعض الكشري وكان شهيًا بحق.. الحياة لا تستحق كل هذا التعقيد..
التهم الطعام شاعرًا بأنه قطعة من الحجر
كفي عن أن تكوني لطيفة من فضلك.. كفي عن الرقة فأنت تجعلين الأمر أصعب.. الليلة أنهيت إجراءات تحويلك من زوجة راضية إلى أرملة ثرية فلا تخذليني. أرجوك لا تفعلي
ثم ماذا تعرفين أنت عن الحياة؟.. عن الفقر؟.. لا تعرفين أي شيء على الإطلاق.. مجرد طفلة ساذجة اعتادت أن تجد ما تريد أمامها فلم تعد ترى للمال نفعًا.. أنا اخترت القرار الصحيح.. أعرف أنه القرار الصحيح
لكن الأمور تزداد تعقيدًا.. الطفلة قد استيقظت.. إنها تضحك في الفراش وحدها.. تنهض الزوجة وتدعوه كي يغسل يده ويلحق بها ليداعبا الصغيرة قليلاً
قال لنفسه: لقد اتخذت القرار الصحيح.. نعم.. لن تنجح هذه الحيل التافهة في تغيير قراري
وأغمض عينيه ونام راضيًا
*******
في الصباح جاء النبأ عبر الهاتف.. جاء ليعلن مصيبة حقيقية
السمسار يبشره أن الأسهم بدأت ترتفع في البورصة.. لو استمر الحال على هذا المنوال فلسوف تستعيد قيمتها خلال أيام
ـ لقد نصحتك بألا تبيع والأسهم في الحضيض.. هذا هو الوقت المناسب للانتظار.. لقد تبين أنني على حق
وضع ممدوح السماعة غير مصدق.. هذا ضد كل التوقعات التي قالت إن تلك الأسهم لن تقوم لها قائمة
جاءت الطفلة تزحف واحتضنت قدمه في رفق، فمد يده يحملها ووضعها على ركبته.. من سمح له بأن يحرمها من أبيها؟ ثم استدرك وعاد إلى صوابه.. ما حدث أمس هو القرار الوحيد السليم
هنا حدث شيء غريب.. لقد نهضت الطفلة على قدمين واهنتين متخاذلتين ومشت بضع خطوات قبل أن تسقط
مي قد مشت اليوم.. اليوم بالذات
إلا أن الأقدار واصلت سخريتها منه
عند العصر جاءه هاتف من شريكه السابق، يخبره أن المستورد الروسي يطلب شحنة أخرى من البصل الممتاز الذي قاما بتصديره. هذا يعني.. قام بعمل بضعة حسابات على الآلة الحاسبة وأدرك أن الأمور تتحسن فعلاً
هكذا مضى الحال في اليوم التالي.. من حسن إلى أحسن.. منذ عشر سنوات لم يظفر بفترة من الحظ الحسن كهذه
الأسهم ترتفع.. الصفقات تكثر.. زوجته تزداد لطفًا ورقة.. الطفلة تتشبث به.. وتمشي
هكذا عندما جاء المساء كان قد اتخذ قراره: لقد ارتكبت خطأ جسيمًا
نزل من سيارته عند ذلك المقهى النائي، ومشى بضع خطوات بحثا عن المائدة التي قابل عندها أبو هيبة أمس
كانت خالية.. لا توجد كومة من لحم الرأس ولا قطط
نظر بعينين متسائلتين إلى القهوجي وتساءل
ـ أين أبو هيبة؟


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

لم ينظر له الرجل ولم يحاول أن يعرف من هو.. مر بجواره وقال كأنه يكلم الهواء
ـ لم يأت منذ يومين
ـ وأين أجده؟
ـ لا أحد يعرف أين يوجد أبو هيبة عندما يختفي.. هو سوف يجدك.. تأكد من هذا
نعم.. هو سوف يجدك.. ممدوح ليس بحاجة لمن يخبره بهذا
*******
إبراهيم الأبيض نقّاش وصاحب سوابق وهجام سابق يزعم أنه تائب.. عرفه ممدوح عندما كان الأول يقوم ببياض الشركة
بشكل ما نجح في استدراجه إلى أن ينصحه باسم قاتل أجير يخلصه من عدو استولى على قطعة ارض تخصه. وكان اسم أبو هيبة أول اسم ذكره
يرفع ممدوح عقيرته صائحًا ليسمعه إبراهيم عبر سماعة الهاتف المحمول الرديء... طبعًا هو هاتف مسروق كذلك
ـ أنا أبحث عن أبو هيبة.. إنه مختف تمامًا
ـ هل كلفته بالـ.. بالمأمورية إياها؟
ـ نعم
قال إبراهيم في ثقة
ـ إذن لا تقلق..!.. سوف ينفذها.. هذا الرجل يعتمد على سمعته الحسنة.. سمعة كالذهب.. وهو لن يجازف بفقدها.. اعتبر المهمة أنجزت
ـ لكني أريد أن ألغي ما اتفقت عليه
ـ للأسف ما دمت لم تجده فهو سينفذ.. هو لا يلعب بل هو رجل مسئول.. رجل محترف.. كان عليك أن تتريث قبل أن يغادر السهم القوس.. سأحاول أن أجده وأقنعه.. لكن أشك في أن أجده


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

صاح ممدوح في لهفة
ـ اسمع..!.. قل له أن يحتفظ بالمال.. فقط يتركنـ.. يترك الرجل في حاله
ووضع السماعة شاعرًا بتقلص في معدته
لا يمكن أن يتصل بالشرطة ويخبرهم بكل ما دار بينه والرجل.. مستحيل
طلقة في الظلام.. غالبًا من الخلف.. هذا هو السيناريو الذي اتفقا عليه.. من الممكن ألاّ يمشي في تلك البقعة المظلمة، لكن أبو هيبة يعرف عنه كل شيء.. كل شيء.. عنوان الشركة.. عنوان الشركة الأخرى.. عنوان البيت.. يمكن أن يفعلها في أي وقت
اتصل بسكرتيرة شركته الأصلية وقال لها إنه سيتغيب أسبوعًا
ـ لكن صفقة البصـل تلك.. نحن نحتـ
ـ قلت لك إن أسبوعًا واحدًا لن يخربنا
ووضع السماعة.. سوف يزعم أنه بالخارج، لكنه سيسافر مع زوجته إلى قريتها... بضعة أيام هناك لن تؤذي أحدًا.. سوف تصل الرسالة لـ أبو هيبة أن الضحية تراجع عن الصفقة.. لا شك أنه سيمل البحث... هذا رجل مشغول ولن يضيع وقته من أجل صفقة واحدة
في الثامنة مساء اتجه إلى الشركة التي يدير أعمال المحاسبة فيها، وقال لهم إنه سيتغيب أسبوعًا.. حرص على أن يذهب بسيارته حتى لا يضطر للسير، وهو يعرف أن أبو هيبة لم يرها قط . كان لابد أن يذهب بنفسه لينهي بعض الأوراق
هكذا يمكن القول إنه فعل كل شيء ممكن.. بعد ساعة عاد بالسيارة قرب تلك البقعة التي وصفها لأبو هيبة.. البقعة المهجورة المظلمة.. راح يرمي ببصره في كل صوب.. في مكان ما ينتظر الرجل.. باردًا مصممًا كالموت.. ثابت اليد كجراح أعصاب.. ينتظر أن ينهي حياته.. كانت الفكرة فاتنة مخيفة، وخاصة أنه يعرف أن أبو هيبة لن يبحث عن راكب سيارة بل سيبحث عن رجل راجل.. إذن أنت في أمان
هنا حدث أسوأ كوابيسه..
الدخان يتصاعد من محرك السيارة!.. الرادياتور فارغ!.. لقد نسي أن يملأه
أغلق المحرك وهو يسب ويلعن، ثم.. لابد من أن يترجل.. لابد من أن يفتح غطاء المحرك ويديره ليصب بعض الماء.. كم الساعة الآن؟.. نحو العاشرة.. مساء الثلاثاء!.. إنها اللحظة
نظر حوله فلم ير أحدًا.. كان يرتجف كورقة.
لا توسعني ضربًا حتى الموت.. لا تعذيب من فضلك.. الأسلحة النارية مفضلة دائمًا.. وطبعًا لا أريد أن تتركني كفيفًا أو مصابًا بشلل رباعي
هل قال هذا حقًا؟.. لقد كان مجنونًا.. ابنته تزحف ثم تمشي.. زوجته تضحك.. الملاءة هفهافة تغري بالنوم.. الأسهم تتحسن.. بصل.. بصل.. محرك ساخن.. بخار أبيض يتصاعد كسحابة كثيفة.. كشري.. شاي بالنعناع.. بصل
سوف يزيد الماء بسرعة ويرحل. كان مجنونًا عندما قرر أن يعبث قليلاً حول حدود الموت الذي ينتظره... الآن يوشك على السقوط فيه
طاخ!.. طاخ
لقد وجده..
صرخ وأغمض عينيه.. أبو هيبة لا يخطئ التصويب... لابد أن الطلقتين أصابتاه
ارتمى على الأرض على ركبتيه أمام كشافي السيارة المضائين وصرخ
ـ لقد ألغيت الصفقة!.. ألغيت الصفقة يا أبو هيبة
سائق التاكسي العجوز عم جابر راح يرمق المشهد في ذهول.. استدار للزبون الجالس جواره وقال
ـ في هذه المهنة ترى أشكالاً وألوانًا من الناس.. لكني لم أر قط من يحدث هذه الضوضاء لأنه سمع انفجار شاكمان سيارتي.. أعرف أنه مثقوب وأنه لابد من إصلاحه، لكن صوته ليس مرعبًا لهذه الدرجة
قال الزبون في استمتاع
ـ الغلاء قد أطار عقول الناس
*******


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فرغ أبو هيبة من رص حجارة الطاولة وسحب نفسًا عميقًا من الشيشة، بينما كان إبراهيم الأبيض يعد نصيبه من المبلغ.. ثم سأل أبو هيبة وهو يدس المال في جيبه
ـ ألن تنفذ ما طلبه؟.. هذا هو الموعد
قال أبو هيبة بهدوئه المخيف المعتاد
ـ دعه وشأنه.. هذا رجل طيب.. رجل غلبان.. رجل مدني.. أنا لا أقتل أمثال هؤلاء
ـ لقد دفع لك مقدمًا كبيرًا
ـ هذا هو العلاج المفضل له عندي.. عندما تقابل بلهاء مثله اجعلهم يدفعون الكثير من المال.. فقط خسارة المال تجعلهم ينسون بلاهتهم.. لقد استحق هذا العقاب. عليه أن يتحمل الحياة مثلنا.. وعليه أن يلوم نفسه ألف مرة لأنه غبي أضاع ماله
ـ لابد أنه سيموت ذعرًا
قال أبو هيبة وهو يلقي بالنرد
ـ طبعًا.. لن يمشي في الشارع مطمئنا قبل شهرين على الأقل.. والآن كفانا كلامًا عنه... العب.. العب
*******

-تمت-
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.wainty.com
بسمة أمل
مراقبة
مراقبة
بسمة أمل


انثى
عدد المساهمات : 21839
العمر : 34
العمل/الترفيه : القراءه والنت
المزاج : عاااااادي
الجامعة : جامعة الأسكندرية
الكلية : كلية الآداب
الفرقة : خريج
الشعبة : اجتماع
المحافظة : البحيرة
المدينة : edkou
نقاط : 26968
تاريخ التسجيل : 02/03/2009
مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق 800341355
مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق 555225114


مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق Empty
مُساهمةموضوع: رد: مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق   مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق Emptyالثلاثاء 09 فبراير 2010, 12:16 pm

تسلم ايدك يا هيما

منتظرين جديدك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
YouniS HamdY
نائب المدير
نائب المدير
YouniS HamdY


ذكر
عدد المساهمات : 28954
العمر : 32
العمل/الترفيه : بدور والله
المزاج : زفت زفت زفت
الجامعة : جامعة دمنهور
الكلية : كلية التجارة
الفرقة : الرابعة
الشعبة : محاسبه وافتخر
المحافظة : البحيرة
المدينة : شيراخيت
نقاط : 34048
تاريخ التسجيل : 06/01/2009
مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق 800341355



مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق Empty
مُساهمةموضوع: رد: مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق   مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق Emptyالثلاثاء 09 فبراير 2010, 2:52 pm

الحمد لله ظبتت ف القصه دى


تسلم ياابراهيم


ومنتظرين البقيه باذن الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://damcommerce.yoo7.com
H!M@_HP
عضو مميز
عضو مميز
H!M@_HP


ذكر
عدد المساهمات : 1192
العمر : 33
المزاج : زفـــــــت و الحمد لله
الجامعة : جامعة القاهرة
الكلية : كلية الهندسة
الفرقة : الأولى
الشعبة : بقالي كتير اوي اولى ميكانيكا برضو Sad
تبا
المحافظة : القاهرة
المدينة : maadi
نقاط : 6688
تاريخ التسجيل : 29/09/2009
مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق 800341355

مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق Empty
مُساهمةموضوع: رد: مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق   مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق Emptyالثلاثاء 09 فبراير 2010, 9:55 pm

تسلموا يا شباب و ان شاء الله اللي جاي يعجبكوا اكتر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.wainty.com
H!M@_HP
عضو مميز
عضو مميز
H!M@_HP


ذكر
عدد المساهمات : 1192
العمر : 33
المزاج : زفـــــــت و الحمد لله
الجامعة : جامعة القاهرة
الكلية : كلية الهندسة
الفرقة : الأولى
الشعبة : بقالي كتير اوي اولى ميكانيكا برضو Sad
تبا
المحافظة : القاهرة
المدينة : maadi
نقاط : 6688
تاريخ التسجيل : 29/09/2009
مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق 800341355

مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق Empty
مُساهمةموضوع: رد: مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق   مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق Emptyالخميس 11 فبراير 2010, 6:28 pm

هـذا الجــدار

عزيزي عصام
كيف حالك وكيف الحياة في (ولنجتون) عاصمة نيوزيلندا؟.. أعتقد أنك نسيت كل شيء عن مصر منذ فترة.. لا ألومك كثيرًا فقد عانيت كثيرًا في الأعوام الأخيرة حتى إنك صرت تشتهي الفرار اشتهاءً.. لكن الوطن لفظة معقدة كثيفة، تشتمل على الأرض ورائحة الجو والبشر والسماء و.. و.. و.. لكل وطن نجوم خاصة به.. لكل وطن رائحة ليل خاصة به.. لا تقل إنك تعبت من كل شيء في مصر.. لا تقل إنك تعبت مني مثلاً
يعزينا عن فراقك أننا نقيم في شقتك بالعجوزة.. على الأقل هي تحمل رائحتك ولمساتك في كل شيء.. إنها الشقة التي عشت فيها أعوامًا طويلة وحدك، وهي الشقة التي أثارت خيال الكثيرين، حتى راحوا يتهمونك بأشياء كثيرة ناسين أنك مجرد أستاذ جامعي غريب الأطوار.. لست سفاحًا ولا ماجنًا ولا غارقًا في الفساد.. مجرد علامة استفهام آدمية أخرى، والبشر يمقتون علامات الاستفهام.. تذكر عندما رأينا تلك الحشرة الغريبة في شرفة دارك.. لم نتردد ونزع كل منا حذاءه واندفعنا نسحقها.. نحيلها غبارًا تناثر في الريح
هل كانت تلك الحشرة ضارة؟.. هل كانت سامة؟.. بالطبع لم نعرف وعلى الأرجح كانت حشرة بريئة، لكنها غامضة.. كانت علامة استفهام لذا كرهناها.. ولذا سحقناها
هكذا أنت.. شخص غريب الأطوار لابد أن يعتبره الناس عدوًا مخيفًا
في النهاية سئمتَ أنت كل شيء وقررت الفرار.. حصلتَ على تأشيرة للهجرة إلى ذلك البلد البعيد النائي نيوزيلندا.. لا أحد يعرف عنه إلا أن فيلم سيد الخواتم وحلقات زينا صوروا هناك.. من الواضح أنك لن تعود أبدًا


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

على كل حال أنا وزوجتي أحببنا شقتك فعلاً.. إنها جميلة بحق وتنم عن ذوق راق. مكتبتك ما زالت هنا وكذا معظم قطع الأثاث.. أنت لم تتزوج لهذا توقعنا أن نجد شقتك مقلب قمامة أو ساحة حرب، لكنك منظم تهوى النظافة بشكل مرضيّ
لم نحدث أي تغييرات كما تعلم لكن ذلك الجدار. ذلك الجدار الذي بنيته أنت والذي يقسم غرفة الصالون إلى نصفين.. هذا الجدار بصراحة يضيق علينا الغرفة كثيرًا.. كان طول الغرفة أربعة أمتار، فجعلها الجدار مترًا ونصف المتر.. كما أنك جعلت الجزء المعزول من الغرفة بلا أبواب ولا طريقة للدخول له. باختصار أنت جعلت الجدار مزدوجًا
هذا بيتك وأنت حر، لكن من حقي بعد أن صرت أعيش هنا وبعد ما صارت الشقة لي بعقد تمليك أن أفهم لماذا تصر على هذا الجدار. عندما سألتك عنه قلت لي إنك جمعت وراءه كل ما تملك من مهملات لا تريد أن تراها ولا تجرؤ على التخلص منها.. مثلاً مهدك وأنت طفل رضيع.. هذا شيء لا تريده ولن تستعمله أبدًا لكنك كذلك لا تطيق أن تلقي به في مقلب قمامة، أو تبيعه لبائع روبابكيا وغد يستعمله كمبصقة
مثلاً مجموعة صورك طيلة مشوار حياتك .. نحو خمسة صناديق مليئة بالصور.. هذه لا تريدها لكنك كذلك لا تطيق أن تحرقها. هكذا قررت أن تضع كل هذه الأشياء في هذا المخزن، وبنيت ذلك الجدار.. كانت شروطك واضحة هي أنك ستعطيني الشقة بسعر لا يصدق.. شقة فاخرة كهذه في حي راق كهذا بهذا السعر؟.. فقط هناك هذا التعهد الشرفي بعدم إجراء أي تغييرات
طبعًا هذا يتضمن عدم هدم الجدار.. لكن لم هذا الإصرار الغريب؟

-المخلص محمود-
*******


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

عزيزي عصام
كما قلت، كان من الواضح أنك راغب في عدم هدم الجدار.. أفهم هذا والله العظيم لكن زوجتي لا تفهمه.. بعد أيام من الحياة في الشقة قالت لي: كيف نستغني عن ثلثي حجرة الصالون بهذه البساطة؟
ـ لأننا أخذنا الشقة بهذا الشرط.. هناك من يلعبون الشطرنج فإذا خسروا اكتشفوا أن اللعبة سخيفة ومملة ومضيعة للوقت.. نحن لن نكون كهؤلاء
هكذا صمتتْ.. بعد أيام عادت تطلب مرة أخرى
أنت تعرف قصة ذو اللحية الزرقاء.. إنها تعبر بدقة عن فضول الأنثى.. زوجة ذي اللحية الزرقاء منحها زوجها قصرًا به 99 غرفة، لكنه اشترط ألاّ تفتح الغرفة المائة.. النتيجة هي أنها لم تعد تطيق الحياة، ولم تعد ترى في الكون كله إلا تلك الغرفة المائة.. ثم فتحت تلك الغرفة.. حسن.. أنت تعرف باقي القصة، وإن القلم ليسقط من يدي رعبًا.. لا داعي لهذه الخواطر، لكن قل هذا لزوجتي بالله عليك
مشكلة الزواج بالنسبة لشخصية كشخصيتي هي أن طلقاتك لا تصل لهدفها أبدًا.. هناك من يلوي معصمك في آخر لحظة، أو يضع حاجزًا أمامك أو يغطي عينك.. وأنا اعتدت أن أريد الشيء فيحدث
منذ أسبوع جاءت زوجتي مكتئبة وقالت لي: هناك روائح غريبة آتية من خلف هذا الجدار.. فلتقطع ذراعي إن لم يكن صاحبك نسي قطة ميتة هناك
ـ لا أدري لِم تخاطرين بذراعك يا عزيزتي.. إن بتر ذراعك لن يجعلك أجمل، فأنت –عدم المؤاخذة– لا تشبهين فينوس ميلو في شيء.. إن ما تقولين مستحيل
السبب هو أن الجدار مبني بالقرميد وهناك طبقة ملاط سميكة، مع طبقة دهان.. حتى لو كان الجيش الإسرائيلي كله ميتًا بالداخل فلن تتسرب رائحته. ثم إننا نتحدث عن عدة أشهر.. هذه هي الفترة التي تنتهي فيها البكتريا من مهمتها المقززة التي تقوم بها ببسالة وبلا اشمئزاز: إعادة النتروجين للتربة من جديد. أي أن أية جثة تتحول بعد هذه الفترة إلى عظام صقيلة نظيفة رائعة الجمال عديمة الرائحة
قالت لي زوجتي في إلحاح: لم لا نجلب أحد العمال ليحدث فجوة في هذا الجدار لنرى؟
قلت في حزم: لأننا وعدنا صديقي المسافر أولاً، ولأنني أعرف ما سيحدث.. سوف تصنعين الفجوة وتطلبين توسيعها.. ثم ترين أنه لا داعي لسدها من جديد.. تعالَ نوسعها أكثر.. وفي النهاية نجد أنك أزلت الجدار فعلاً برغم إرادتي، وأنني للمرة الألف لعبت دور الطفل الأبله.. لا.. أنا أرفض بعنف
على كل حال رحت أتشمم رائحة الجدار بعناية.. للنسوة حواس أكثر حدة من حواس الرجال هذا أكيد.. لكن لا رائحة لشيء ميت.. لو شئت الدقة لقلت إنها رائحة حساء الفاصوليا.. هذا لا يثير القلق
أنت تعرف النساء يا صديقي.. زوجتي تنهض في منتصف الليل صارخة غارقة في العرق... زوجتي تخشى الاقتراب من الجدار ليلاً
لقد جعل هذا الجدار حياتي جحيمًا بالفعل


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أمس قالت لي في قلق: فلتقطع ذراعي إن لم يكن هناك شيء حبيس بالداخل.. هناك صوت خدوش على الجدار من الداخل.. أنا متيقنة من ذلك.. ثمة شيء يحاول الخروج
-المخلص محمود-
*******


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

عزيزي عصام
كيف يظل شيء حياً كل هذه الأشهر؟.. لا يوجد مدخل لهذه الغرفة المغلقة.. إن جدار البناية نفسه يحدها من الخلف، لكن من الوارد أن يلعب الصوت بعض الألعاب الغامضة.. أحياناً في منتصف الليل كان الجيران يخرجون لنا من بالوعة المطبخ، وكنت أسمع مدام عواطف تتشاجر مع أستاذ مصطفى؛ لأنه لا يبدل جواربه إلا كل أسبوع.. ربما هم يخدشون جدران غرفتهم الآن
قالت زوجتي في إصرار: فلنهدم الجدار
ـ لا
تلحُّ بشدة حتى تذكرت تلك الأسطورة التركية الشعبية عندما يردد الناس: حطم الصخرة يا فرهاد.. حطم الصخرة يا فرهاد، والبطل يقول: سأحطمها.. من أجلكم سأحطمها.. زوجتي كانت تردد: اهدم الجدار يا محمود.. اهدم الجدار يا محمود.. وأنا على وشك أن أقول: سأطلّقها.. من أجلكم سأطلّقها
سوف أعترف لك بشيء..
أنا نفسي أخاف هذا الجدار.. لقد كنت أقف جواره ذات يوم، فسمعت حفيفًا.. كأن هناك ثوبًا يحتكّ به من الجانب الآخر... وقف شعر رأسي رعبًا ورحت أتنصت
يخيل لي أنني سمعت طرفًا من محادثة، لكن بصراحة لم أتبين أي مقطع سوى كلمة: لا يُطاق.. من جديد ألقي باللوم على ألعاب الصوت
قمت بالطرق عدة مرات على الجدار فلا صوت سوى: تونك.. تونك.. تونك.. ما وراء الجدار أجوف فعلاً.. لكن كيف تتحمل أن توجد في شقتك الخاصة غرفة لم تدخلها قط؟.. أحيانًا أشعر أن هذا الشرط اختبار منك لفضولنا.. هذا اختبار يفوق الطبيعة البشرية، وفي النهاية سوف تعود من مخبئك الخفي وتمنحنا زكيبة من الدنانير مكافأة لنا على أمانتنا


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

صباح اليوم حدث شيء غريب
لقد وجدت زوجتي جاثية هناك جوار الجدار فلما رأتني ارتجفت وبدأت تشهق وتصرخ، واكتشفت أنها تحمل مثقابًا تريد أن تصنع به ثغرة في الجدار.. تريد أن ترى.. وكيف ترى من دون ضوء؟.. هل تنوي إدخال منظار ليفي ضوئي من الفتحة كما يفعلون مع مقابر الفراعنة؟.. لكنها أشارت في ثقة إلى مفتاح ضوئي صغير على الجدار الأيمن. قالت: إن هذا المفتاح كان يضيء مصباحًا ما بهذا النصف من الغرفة قبل أن ينفصل. ربما ما زال المصباح سليمًا ويمكن أن يضيء لنا هذا القبر المغلق.. أضاءت المصباح فخيل لي أنني سمعت صرخة
هناك كائن بالداخل لا يطيق النور!.. أم أنني أهلوس؟.. أمرتها أن تطفئ النور حالاً فقد تكون هناك أسلاك كهربية عارية.. شرارة وكومة من الورق.. ربما لا يوجد أكسجين يسمح بالاحتراق بالداخل لكني لن أجازف
الحق أنني أزداد عصبية وتوترًا بسبب هذا الجدار الكريه.. لا أعرف إن كانت عصبيتي الخاصة أم هي عدوى من زوجتي، لكن المصاب بالدرن لا يتساءل كثيرًا عن مصدر العدوى وإنما يطلب العلاج.. وعلاجي عندك بلا شك
ما الذي يوجد في تلك الغرفة ياعصام؟
لا أتكلم عن الصور والمهد وذكريات الطفولة.. أتكلم عما هو موجود حقًا
أرجوك أن ترد.. أشعر أنني أكلِّم نفسي.. هل ما زلت حيًا أم أن قبائل الماوري قامت بطهيك تحت التربة والتهمتك في احتفالها السنوي؟
لو حدث هذا فهو شيء مؤسف، لكن أتمنى أن أعرفه لو حدث؛ لأن هذا يحررني من قسمي.. يومها سوف أزيل هذا الجدار وأعرف الحقيقة.. سوف يتسرب نور الشمس والهواء إلى هذه الظلمة الملغزة الرطبة، ولسوف نشفى من تساؤلنا عما ينتظرنا خلف الجدار
أرجوك أن ترد ياعصام

-المخلص محمود-


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

عزيزي أستاذ عصام
للمرة الأولى أكتب لك.. أنا مدام ثريا القماش التي بِعت لها تلك الشقة بالعجوزة
أعتذر إن كنت أسبب لك أي إزعاج، لكن بصراحة لم أعد أطيق ترك ذلك الجدار الذي بنيته أنت في غرفة الصالون.. لقد كان طول الغرفة أربعة أمتار، فجعلها الجدار مترين ونصفًا.. أعرف أنني قبلت هذا الشرط منك، بل إننا ذهبنا للمحامي لتوقيع عقد الشقة، وبعد التوقيع جعلني المحامي أوقِّع على تعهد بعدم عمل أية تعديلات في الشقة
لكن الأمر لا يطاق فعلاً.. أهم غرفة في شقتي التي هي ملكي ضيقة جدًا. ثم إنني بالفعل لا أعرف ما تضعه خلف هذا الجدار باستثناء ذكرياتك المزعومة
هناك رائحة عفن دائمة تتسرب من تحته.. أذكر أنني دعوت ضيوفي ذات مرة للغداء وقد أعددت حساء فاصوليا ممتازًا له رائحة رائعة، لكنهم عزفوا عن الأكل؛ لأن رائحة العفن تلك تزايدت فجأة فصدّت نفوسهم
وماذا عن الأصوات؟.. أصوات واضحة تتكلم بالداخل.. أحيانًا أخدش الجدار بظفري متوقعة أن يسمعني أحد بالداخل
ذات مرة تعالت الأصوات فعلاً، فأصابتني نوبة هستيرية ورحت أصرخ في وجه زوجي: هذا الجدار يثير جنوني.. إن هذا لا يطاق!.. لا يطاق
الأدهى أن هناك من يدق على الجدار كثيرًا كأنه شخص يستوثق من وجود فراغ خلفه. وذات مرة فوجئت بنجفة الصالون تضاء من دون أن يضغط أحدهم المفتاح، وسمعت صوتًا كأنه صوت مثقاب يدار في الجهة الأخرى من الجدار، فصرخت بقوة.. عندها انطفأ النور ثانية
عزيزي أستاذ عصام.. أكره أن أقول هذا لكني أخطرك أنني سأهدم الجدار ومهما كانت المسئوليات القانونية. فقط أردت أن تعرف؛ لأنني شخصية واضحة تتحرك في النور
مع الشكر..
-ثريا القماش-
*******
(من أخبار الحوادث)
بناء على بلاغ من محمد القماش (تاجر) للعقيد هاني الحفناوي، انتقل رجال الشرطة إلى شقة صاحب البلاغ بالعجوزة، حيث تبين أن مالك الشقة السابق عصام محمد فتحي -في نيوزيلندا حاليًا- قد قام ببناء جدار في غرفة في الشقة، وأصر على ألا يهدمه المالك الجديد، لكن السيدة ثريا زوجة المالك الجديد للشقة أصرت على أنها تشم رائحة كريهة عبر الجدار، وقامت بجلب عمال لهدمه. بعد الهدم فوجئت بوجود جثتين لرجل وامرأة في حالة تحلل تام، ويبدو أن صاحب الشقة السابق قد قام بقتلهما ودفنهما في هذا الجزء ثم بنى جدارًا بنفسه. أثبت فحص الأوراق الخاصة بالقتيلين أن الجثة لـمحمود الشيمي وزوجته، ويبدو أن القاتل دعاهما لشقته بحجة اقتراب سفره ثم دس لهما مخدرًا في الشراب، وقام بجرهما إلى هذا الجزء من الغرفة، واستكمل بناء الجدار الذي كان قد بدأه فعلاً قبل ذلك. وفي الأيام التالية استدعى عمال المحارة والنقاشة ليتأكد من أن القبر مموه بالكامل. يعتقد أن سبب القتل هو خلافات مالية بينه وبين القتيل. أمرت النيابة باستكمال التحقيقات
*******


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

عزيزي عصام
أعتقد أن خطاباتي لم تصل لك.. ربما لأنني لم أرسلها قط.. ربما لأنني لم أكتبها قط.. على كل حال فهمت أشياء وأشياء، وقد بدأت أخيرًا أستوعب الحقيقة الشنيعة التي لم أستوعبها قط بسبب سذاجتي، وإنني لأتذكر بجلاء كل ما حدث يوم دعوتنا لدارك لتصفية ديونك لي.. زوجتي تتحدث عن أننا يجب أن نلحق بك في نيوزيلندا لاستعادة الود القديم.. وأعتقد أني أوافقها على ذلك، فما رأيك أنت؟
-المخلص محمود-
*******


- تـمـت -
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.wainty.com
sokr7oda
المدير العام
المدير العام
avatar


ذكر
عدد المساهمات : 35736
العمر : 39
الجامعة : جامعة الأسكندرية
الكلية : كلية التجارة
الفرقة : الرابعة
الشعبة : لسه بدور
المحافظة : البحيرة
المدينة : دمنهور
نقاط : 41389
تاريخ التسجيل : 04/12/2008
مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق 800341355

مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق Empty
مُساهمةموضوع: رد: مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق   مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق Emptyالخميس 11 فبراير 2010, 6:47 pm

تسجيل حضور ولى عوده


شكرا لمجهودك مقدما
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
H!M@_HP
عضو مميز
عضو مميز
H!M@_HP


ذكر
عدد المساهمات : 1192
العمر : 33
المزاج : زفـــــــت و الحمد لله
الجامعة : جامعة القاهرة
الكلية : كلية الهندسة
الفرقة : الأولى
الشعبة : بقالي كتير اوي اولى ميكانيكا برضو Sad
تبا
المحافظة : القاهرة
المدينة : maadi
نقاط : 6688
تاريخ التسجيل : 29/09/2009
مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق 800341355

مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق Empty
مُساهمةموضوع: رد: مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق   مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق Emptyالجمعة 12 فبراير 2010, 6:42 pm

منتظر رأيك يا باشا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.wainty.com
YouniS HamdY
نائب المدير
نائب المدير
YouniS HamdY


ذكر
عدد المساهمات : 28954
العمر : 32
العمل/الترفيه : بدور والله
المزاج : زفت زفت زفت
الجامعة : جامعة دمنهور
الكلية : كلية التجارة
الفرقة : الرابعة
الشعبة : محاسبه وافتخر
المحافظة : البحيرة
المدينة : شيراخيت
نقاط : 34048
تاريخ التسجيل : 06/01/2009
مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق 800341355



مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق Empty
مُساهمةموضوع: رد: مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق   مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق Emptyالسبت 13 فبراير 2010, 3:20 pm

تسلم هيما


بجد قصص رائعه

والاخيره دى جامده جدا


تحياتى

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://damcommerce.yoo7.com
 
مجموعة قصص رائعة للكاتب د احمد خالد توفيق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اشارة مرور اخرى.. احمد خالد توفيق
»  مجموعة رائعة من خطب الشيخ كشك
» مجموعة من دروس الشيخ خالد الراشد
» مجموعة أحذية رائعة من الصوف.. تعالوا نختار موديل ونعمل ورشة خفيفة
»  حصريا اسطوانة خشوع اسطوانة رائعة تضم مجموعة من اخشع التلاوات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى طلاب كلية التجارة بدمنهور :: «۩۞۩-ركن أعضاء المنتدى-۩۞۩» :: القصص والروايات-
انتقل الى: