لا تشعر بالتضاؤل
********
احذر
التضاؤل واحترس من أن تشعر نفسك به أمام أي إنسان وخصوصاً إذا كان لا
يستحق الاحترام أو متكبراً ولكن قل لنفسك دائماً أنك لست أقل منه حتى لو
كإنسان .. إنه بشر مثلك مثله لا يميز أحدكما عن الآخر إلا تقوى الله عز وجل ومكانته لدى خالق الكون
.. وليس معنى كلامي هذا أن نتجاهل الواجبات التي تحتم علينا احترام الفروق
في أي أشياء معينة مثل الفروق في السن مثلاً أو العلم أو الخبرة أو
العلاقات الأسرية والعائلية والاجتماعية وهكذا.
ومع تذكيري لك بعدم التضاؤل هناك أيضاً تحذيري لك من الوصول بنفسك لدرجة التكبر أو ما شابه ذلك من تلك الأمراض وحثك على التواضع واللين في مختلف الأمور والتعامل بحسن الخلق وطيب المعاملة.. ما أود الإشارة إليه هو معرفة قدر نفسك التي وهبك الله إياها والثقة فيها بقدر ما هو مطلوب.
في هذ المعنى قرأت سطور في كتاب علو الهمة للدكتور سيد العفاني وآثرت أن أنقلها كما هي بنصها كالتالي :
يا
مختار القدر .. يا من هو من أرباب الخبرة ، اعرف قدر قدرك ، إنما خلقت
الأكوان كلها لك .. يا وعاء البدائع .. يا من غذي بلبان البر، وقُلّب
بأيدي الأيادي، يا زرعاً تهمي عليه سحب الألطاف، كل الأشياء شجرة وأنت
الثمرة ، وصورة وأنت المعنى ، وصدف وأنت الدر ، مخ وأنت الزبد مكتوب
اختيار مولاك لك ، واضح الخط ، غير أن استخراجك ضعيف ، ويحك لو عرفت قدر
نفسك ما أهنتها .. يا جوهرة بمضيعة ، كم من ملك في السماوات يسبح ما لهم
رتبة (تَتَجَافَى) لا يعرف طعم طعام ، وما لهم مقام (ولخلوف) ، سبحان من اختارك على الكل ، وجادل عنك الملائكة قبل وجودك (إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ).
جزى الله كاتب هذه السطور خير الجزاء.
ما قولك بعد أن علمت بحب الله لك ؟؟
ما صنيعك بعد أن تأكدت بأن خالقك يرجو لك الكرامة والعلو؟؟
إن من خلقك يريد أن يعلي قدرك ويرفع لك شأنك فلا تخفض أنت منه.
تذكر
دائماً أن لك شأن عظيم ولست بهين .. لا تنظر لمن يحتقرك من البشر ولا يعرف
قدرك .. وإنما للذي يحترمك ويعلي شأنك بالحق واعلم أنك أيها الإنسان غالٍ
عند مولاك وخالقك .. عظيم شأنك رفيعة مكانتك .. لا تقل أن أرخص شيء في
الدنيا هو الإنسان كما يقول الكثير .. كفاك علوا عند الله عز وجل أولا تدري ؟؟.. أم أنك تنسى ؟؟.