صورها البعض انها الحنان .. وصورها آخرون انها الوجدان .. وصوتها الحياة انها حافظة النوع ومحل التجدد والاستمرار .. وصورها كثيرون انها العطاء بأبهى صوره .. وصورت بصور شتى .. فمن الذي أخطأ ومن الذي اصاب ?!
بمعنى آخر.. من هي الام وما هي هذه الحالة ..
على الاغلب لم يخطئ احد ممن رسموا تلك الصور والمفاهيم عن الامومة .. فهي بالحقيقة كل تلك الاوصاف والمفاهيم النبيلة ..
فما حكاية عيد الام في العالم كله ..
ثمة اختلاف في تحديد يوم عيد الام او تاريخه وكذلك اختلاف عاداته بين شعوب العالم .. الا انه هناك اتفاقا عالميا عليه ونقدم لكم بعضا من حكايات هذا العيد ..
بدأت عادة تكريم الامهات فيما مضى منذ آلاف السنين مع بداية نسج الاساطير بأن هناك إلها وإلهة قاما بتحريك قرص الشمس في السماء, وجعلا النجوم تتلألأ ليلا .. واضيفت اقاويل لهذه الاسطورة سنة بعد سنة .
وكان من اول الاساطير المعروف حكايتها والتي تم تناقلها بخصوص هذه اليوم تلك الاسطورة التي قصها شعب فريا بآسيا الصغرى.. حيث كانوا يعتقدون ان اهم آلهة لهم هي ( سبيل ) ابنة السماء والارض .. وكانت ام لكل الالهة الاخرى.. وفي كل عام يقوم شعب فريجيا بتكريمها وهذا يعد اول احتفال حقيقي من نوعه لتكريم الام .
ثم جاء اليونانيون القدامى ليكون ضمن احتفالات الربيع وفازت الآلهة ( رهيا) بلقب الإلهة الام لانها كانت اقواهم على الاطلاق وكانوا يحتفلون بها ويقدسونها .
وبالمثل ايضا الرومانيون كان لهم ام لكل الآلهة تسمى باسم ( ماجنا مات ) او الام العظيمة كما كانوا يطلقون عليها .
وتم بناء معبد خاص في تل بالاتين, وكان الاحتفال بها يوم 15 آذار من كل عام وتستمر هذه الاحتفالية لمدة ثلاثة ايام وكان يطلق عليه ( مهرجان هيلاريا) وتجلب الهدايا وتوضع في المعبد حتى تبعث السرور على نفس امهم المقدسة.
وبمجيء المسيحية اصبح الاحتفال يقام على شرف ( الكنسية الام ) في الاحد الرابع من الصوم الكبير عند الاقباط ويتم شراء الهدايا كل لكنيسته التي تم تعميده فيها .
وبدأ في العصور الوسطى شكل اخر من الاحتفالات . ارتبط هذا الشكل الجديد عند غياب العديد من الاطفال عن اسرهم للعمل وكسب قوت يومهم وكان من غير المسموح لهم بأخذ اجازات الا مرة واحدة في العام وهو الاحد الرابع من الصوم الكبير , يعود فيه الابناء الى منازلهم لرؤية امهاتهم وكان يطلق عليه أحد الامهات.
وعندما غزا المستعمرون امريكا لم يكن هناك وقت للاحتفال بالعديد من المناسبات لذلك تم التوقف عن الاحتفال بأحد الامهات في عام 1872 .
وكانت العودة للاحتفالات مرة اخرى على يد الكاتبة المشهورة جوليا ورد وهو ا لاحتفال الخاص بعيد الام وعلى الرغم منه لم يأخذ اقتراحها هذا بشيء من الجدية الا انه كانت هناك محاولات عدة من اشخاص اخرين تدعم وتنادي بفكرة هذا الاحتفال ومنهم المعلمة ماري ساسين باقتراحها ان يقوم الطلاب باعداد برنامج موسيقي لامهاتهم من كل عام للاحتفال بهن .
لكن المؤسسة الفعلية لهذا اليوم في ا مريكا هي امرأة تسمى آنا جارفيس كانت تسمع دائما امها تردد العبارة التالية :
في وقت ما وفي مكان ما سينادي شخص ما بفكرة الاحتفال بعيد الام وعندما توفيت والدة آنا اقسمت لنفسها انها ستكون ذلك الشخص الذي سيحقق رغبة امها ويجعلها حقيقة . وبناء على طلبها قام المسؤول عن ولاية فيرجينينا باصدار اوامر باقامة احتفال لعيد الام يوم 12 ايار عام 1907 وهذا اول احتفال لعيد الام في الولايات المتحدة الامريكية.
واستمرت تنادي بأن يصبح هذا العيد عيدا قوميا وقبل وفاتها تحقق حلمها وانتشرت الفكرة في جميع انحاء العالم حيث اخذت تحتفل به اكثر من 40 دولة على مستوى العالم الغربي والعربي .
وهناك قصة اخرى عن بداية هذا الاحتفال في المانيا , حيث روجت الشائعات ان هتلر الزعيم النازي هو اول من نادى بالاحتفال بعيد الام ليكون هو نفس اليوم الذي يحتفل فيه بعيد ميلاد والدته وقد تم استغلال هذه المناسبة بعد ذلك لتشجيع السيدات الصغار على انجاب أطفال كثيرين من اجل الاحتفال بهذه المناسبة.