منتدى طلاب كلية التجارة بدمنهور
أهلا ومرحبا بكم معنا في منتدى طلاب كلية التجارة بدمنهور
إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط على زر التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا كنت عضو في المنتدى فتكرم بالضغط على زر الدخول وتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
منتدى طلاب كلية التجارة بدمنهور
أهلا ومرحبا بكم معنا في منتدى طلاب كلية التجارة بدمنهور
إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط على زر التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا كنت عضو في المنتدى فتكرم بالضغط على زر الدخول وتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
منتدى طلاب كلية التجارة بدمنهور
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى طلاب كلية التجارة بدمنهور

مرحباً بك يا زائر - ونرحب بالعضو الجديد Yasmina

 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
تاريخ/ساعة اليوم : السبت 27 أبريل 2024, 12:00 am


 

 قوس قزح

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
H!M@_HP
عضو مميز
عضو مميز
H!M@_HP


ذكر
عدد المساهمات : 1192
العمر : 33
المزاج : زفـــــــت و الحمد لله
الجامعة : جامعة القاهرة
الكلية : كلية الهندسة
الفرقة : الأولى
الشعبة : بقالي كتير اوي اولى ميكانيكا برضو Sad
تبا
المحافظة : القاهرة
المدينة : maadi
نقاط : 6688
تاريخ التسجيل : 29/09/2009
قوس قزح 800341355

قوس قزح Empty
مُساهمةموضوع: قوس قزح   قوس قزح Emptyالأحد 10 أبريل 2011, 9:44 am

كتاب قريته و عجبني اوي اسمه قوس قزح للكاتبين د. أحمد خالد توفيق و د. تامر ابراهيم
ان شاء الله لو ربنا اداني عمر هنزله على شكل حلقات على اد ما اقدر
يا رب يعجبكم


احمر
... برتقالي ... أصفر ...أخضر ... أزرق ... نيلي ... بنفسجي

إنه قوس قزح ..

لا حقائق ولا مسلمات ... إنما هو الضوء يمارس خدعته السرمدية في شبكيات عيوننا ...

الأبيض لا وجود له؛ بل هو السبعة ألوان و قد جاءت معا .. الأسود لا وجود له ؛ انما هو السبعة ألوان و قد غابت معا ..

تدنو من الشيء او الشخص او الحقيقة ؛ فتدرك انه ليس واحدا . و ان التجانس المزعوم وهم ... هناك حقيقتان ... ثلاث حقائق ... ربما سبع . ربما لا حقيقة على الاطلاق!...

احمر ... برتقالي ... أصفر ...أخضر ... أزرق ... نيلي ... بنفسجي
إنه قوس قزح.

الهواء مبتل قشيب اغتسل بالأمطار لتوه، و عند طرف قوس قزح تجد قدر الذهب الذي دفنه القزم ... كذا قالوا في الاساطير ... تجد السعادة .... تجد الحقيقة ...

احمر ... برتقالي ... أصفر ...أخضر ... أزرق ... نيلي ... بنفسجي

اليوم نحكي لك كيف أن قوس القزح قد يكون مخيفا ...
كيف تصير الألوان مرعبة أو على اقل تقدير ليست كما وجدت في خيالات طفولتنا

احمر ... برتقالي ... أصفر ...أخضر ... أزرق ... نيلي ... بنفسجي
قوس قزح ...

و سبع قصص تحكي عن الألوان ...

سبع حكايات عن قوس قزح...

كانت الفكرة و المقدمة للدكتور أحمد خالد توفيق .. و بعد ذلك اختار احد المؤلفين ن يكتب عن ثلاثة الوان و اختار الاخر اربعة

د.أحمد خالد توفيق
د. تامر ابراهيم


يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.wainty.com
H!M@_HP
عضو مميز
عضو مميز
H!M@_HP


ذكر
عدد المساهمات : 1192
العمر : 33
المزاج : زفـــــــت و الحمد لله
الجامعة : جامعة القاهرة
الكلية : كلية الهندسة
الفرقة : الأولى
الشعبة : بقالي كتير اوي اولى ميكانيكا برضو Sad
تبا
المحافظة : القاهرة
المدينة : maadi
نقاط : 6688
تاريخ التسجيل : 29/09/2009
قوس قزح 800341355

قوس قزح Empty
مُساهمةموضوع: رد: قوس قزح   قوس قزح Emptyالأحد 10 أبريل 2011, 10:30 am

أحمر

يقول السيد منير و هو يلفظ الدخان من غليونه:
"اللون الاحمر يا بني هو أهم ألوان الطيف و اكثرها عمقا و تأثيرا . إنه لون الدم ... لون الحب ... لون الزهور ... لون الفجر و الغروب ... و أهم من هذا كله أنه لونهم !!.

•••

و كان المقطم هو المكان الأمثل لما انتوينا فعله ..
دائما ما تصلح فيلات المقطم في تنفيذ اي مخطط .. و هذه قاعدة مطلقة ..
لا بد أن يستنسخوا البشر و يصنعوا المخدرات و يأكلوا الموتى و يشربوا الدماء في هذه الفيلات ..

على كل حال أنا ذاهب لما هو اسوأ

السيد منير هو من يقظني ليخبرني نها الليلة الموعودة ، فلم اصدق نفسي و انا اقفز في سيارتي لانطلق الى هنا . انها الليلة لموعودة ، و لكم طااال الانتظار

أوقفت سيارتي امام تلك الفيلا التي تبدو مهجورة لمن يراها من الخارج ، و جلست لحظة لأملأ جسدي بدفء السيارة قبل ان اخرج الى حيث تضربني الرياح بلا هوادة باسهم من الثلج ..

و من حقيبة السيارة أخرجت تل الحقيبة الجلدية الضخمة لاحملها بنوع من المشقة متجها الى مدخل الفيلا .

انني اتذر ... ثلاث طرقات ثم طرققتين متباعدتين ثم هأناذا انتظر حتى يفتح الباب ليستقبلني السيد منير بدخان غليونه

انا لم ارى هذا الرجل الا و هو يدخن الغليون و انني لأتساءل عن الكيفية التي يبقي بها الغليون مشتعلا طيلة الوقت .. احيانا اشعر انه ينفث لهبا من فمه في هذا الغليون

كان عمليا كدأبي به فاستقبلني قائلا :
-" هل أحضرت المطلوب؟"

دققت على حقيبتي الجلدية ، و أنا أومئ برأسي ايجابا ، فأفسح لي الطريق ، لأعود الى دفء الاماكن المغلقة .. و في الداخل ان الباقون في انتظاري ..

السيد علاء بقامته الضئيلة و جسده المكتتر و السيد رضا بنظراته العصبيه المتوترة و السيد فهمي بملامحه الارستقراطية الجامدة ..

حيوني بهز الرأس ، فأخذت مكني جوارهم حتى أتى السيد منير و هو يمرر اصابعه في خصلات شعره الاشيب ليقول بذات لعملية و الغليون مدلي من فمه :
-" سنبدأ حالا ؛ لذا على كل من يريد التراجع ان يعلمنا من الآن .. "

لم يتلق ردا ، فنفث المزيد من الدخان و اتجه الى باب احدى الغرف قائلا بحيادية : " اتبعوني رجاء "

و هكذا تبعنا صاغرين الى الغرفة التي لم نكد نراها حتى بدأت الدهشة في ملامحنا ، و ان لم يجرؤ احدنا على النطق بحرف

على الارض رسمت النجمة الخماسية الشهيرة ، و قد استقرت خمسة مقاعد عند اطراف النجمة، بينما استقر ذلك الشيء عند المركز ، لنشعر انه يجثم على صدورنا بلا رحمة

اقول هذا الشيء لاننا لم نعرف له اسما و ان كنا اتفقنا فيما بيننا على تسميته لوح الحقيقة.

كان يبدو كلوح حجري مصمت ، استقرت في طرفه بلورة زجاجية شديدة الشفافية ، و على اللوح نفسه حفر فراغ لا يحتاج المرء لأن يكون خبيرا ، ليعرف انه مصمم بحيث يستلقي جسد في هذا التجويف ... جدس آدمي ! ....

استقر فهمي و رضا و علاء في مقاعدهم و ملامحهم تنضج بالانفعال ، بينما ظللت انا واقفا حاملا حقيبتي الضخمة ، منتظرا اشارة السيد منيرالذي اومأ لي برأسه موافقا ، فوضعت الحقيبة على الارض بحرص ، و نزلت على ربتي لافتحها ..

و استقبلني ثلاث شهقات من السادة الجالسين ، و انا اخرج من الحقيبة جسد ذلك الطفل ، الذي بدا واضحا من شحوب جسده ، و تلك الدماء الجافة على رأسه ؛ انه مات منذ زمن ، و انا جثته كانت محفوظة لفترة طويلة ، مما حال ان تبدأ في التحلل.

وحده السيد منير الذي ظلت ملامحه جامدة و انا اسجي الجسد الضئيل في التجويف ، قبل انا اتخذ مقعدي عند احد اطراف النجمة الخماسية ، تلاحقني نظرات السادة الجالسين الغير مصدقة ..

و بتؤدة جلس السيد منير ، و ظل صامتا لدقيقة كاملة ، كأنما يمنحنا الفرصة لنستعد ، قبل انا يبدأ في نفث الدخان و الكلام في وجوهنا :

-" انتم تعرفون ما نحن مقدمون عليه ايها السادة ، لكن دعوني انعش ذاكرتكم ... نحن هنا لنستخدم لوح الحقيقة ، الذي ظل لغزا لكل الباحثين و المؤرخين على مدار التاريخ "

كنت اعرف ما سيقوله بالظبط ، لذا غبت في حالة الشرود ، و عيناي معلقتان على جثة الطفل الساكنة ، و التي لولا الدماء الجافة التي غطت وجهه ، لظننت انه نائم و سيستيقظ في اي لحظة ..

لكنه لن يستيقظ

أنا عرف هذا وأثق فيه بحكم كوني طبيب .... حادث سيارة ادى الى شرخ في الجمجمة و تهتك في خلايا المخ ...موت سريع لكنه غير نظيف ، مع كل الدماء التي فقدها الطفل ، ووالداه المذعوران يحملانه الى المستشفى ، علنا نحن الاطباء نأتي بمعجزة ما ، تعيد الحياة الى جسده الضئبل

لكن الحقيقة كانت جلية أما اعيننا منذ اللحظة الاولى ... هذه الحالة منتهية ، و كل ما علاينا هو تهئة الوالدين الموشكين على الموت هلعا

-" لوح الحقيقة صنعه لسحرة في العصور الغابرة ، و الغرض منه استدعاء كيان ما غير محدد الهوية ، هذا الكيان يحتل الجثة التي توضع في اللوح"

حين كنت طالبا في كلية الطب ، أخبرنا أحد الاساتذة ، ان اقسى لحظة سنمر بها ، حين نخبر اهل المريض بوفاته ... ستتعرض الى عاصفة من الهلع و الاستنكار و عدم التصديق ، لكنك مع الوقت ستعتاد هذه المهمة الشاقة ، و ستؤديها بصفة روتينية .

انا اعتدت هذه المهمة الشاقة ، بل و وصلت الى الدرجة التي انتظرت فيها خروج والدي الطفل و هما في حالة انهيار تام ، لحمل جثة طفلهما في حقيبة مليئة بالثلج ، لانقلها الى ثلاجة معدة لهذا الغرض في داري، انتظارا لليلة الموعودة ..

" حين يحتل هذا الكيان الجسد الراقد على اللوح ، يحركه و ينطق عن طريقه ، الميت لا يعود للحياة ، لكن هذا الكيان يستحوذ على جسده . و نحن نسخره لنا ليخبرنا بالحقيقة "

بالطبع لم يمر اختفاء جثة الطفل من المستشفى مرور الكرام .. كا نهناك صراخ والديه ، و تحقيقات و اتهامات و اخبار في الصحف و في نهاية الأمر .... لا شيء !

تم اعتبار ان الطفل دفن بهوية مختلفة عن طريق الخطأ ، و تلقى والداه تعويضا محترما سيساعدهما على انجاب طفل اخر ، و ظللت انا بمنأى عن اي شك .

ما الذي سيدفع طبيبا محترما مثلي الى سرقة جثة طفل ؟؟!!

" الحقيقة هي ما سنحصل عليه ... حقيقة الماضي و حقيقة المستقبل ... سؤال واحد لكل منا قد يفتح له ابواب المجد و الثراء و قد ينقذ حياته لو كانت ساعته قد اوشكت ... لذا اختاروا اسئلتكم بحرص شديد
"

يتبع
>>>>><<<<<<
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.wainty.com
H!M@_HP
عضو مميز
عضو مميز
H!M@_HP


ذكر
عدد المساهمات : 1192
العمر : 33
المزاج : زفـــــــت و الحمد لله
الجامعة : جامعة القاهرة
الكلية : كلية الهندسة
الفرقة : الأولى
الشعبة : بقالي كتير اوي اولى ميكانيكا برضو Sad
تبا
المحافظة : القاهرة
المدينة : maadi
نقاط : 6688
تاريخ التسجيل : 29/09/2009
قوس قزح 800341355

قوس قزح Empty
مُساهمةموضوع: رد: قوس قزح   قوس قزح Emptyالأحد 10 أبريل 2011, 12:34 pm

كانت هذه هي اللحظه التي تبادلنا فيها النظرات ..
سؤال واحد لكل منا .. ترى أي سؤال ستختاره لو كنت مكاني !!

فكر جيدا... فإجابة سؤالك، و كما قال السيد(منير) قد تفتح لك أبواب الثراء، و قد تنقذ حياتك لو أن ساعتك أوشكت...

أنا أعرف عن ماذا سأسأل ، و سؤالي أيها السادة سيدر علي الملايين... ملايين زوجتي الراحلة!

تلك اللعينة أخفت عني ثروتها قبل أن تموت ، بعد أن أدركت أن هذا سبب زواجي منها في المقام الأول ...

تلك الحمقاء!!... لماذا تظن أنني تزوجتها إذن ؟!!
أي شاب يتزوج امرأة يتجاوز عمرها ضعف عمره ،هدفه واضح و صريح و إن أنكر الجميع هذا...
لا مكان للعواطف أو لعقدة (أوديب) هنا...
إنني(إنديانا جونز) الباحث عن الثروة، و تلك الحمقاء تملك الكثير... بل الكثير جدا...

قطع السيد(علاء) حبل أفكارنا، بسؤال ساذج:
-"سؤال واحد ؟!... فقط ؟!!"

أومأ السيد(منير) برأسه إيجابا، ثم واصل بث الشرح و نفث الدخان :
- ثمة شيء آخر يجب أن تحذروا منه... هذا اللوح يفتح الباب بين عالمنا وبين عالم آخر.. لا يعلم إلا الله ما الذي يوجد فيه.. لذا فهذه البلورة الزجاجية ستكون بمثابة جهاز إنذار لنا.. حين تتألق البلورة باللون الأخضر سيعني هذا أن الإتصال بيننا و بين العالم الآخر قد نجح... و حين تتألق باللون الأزرق سيعني هذا أن الكيان الذي سيجيب على أسئلتنا قد حضر..."

ثم ابتلع ريقه، ليضيف:
-" المشكلة ستكون حين تتألق البلورة باللون الأحمر، ففي هذه الحالة يعني هذا أنهم حضروا.. اللون الأحمرهو لونهم..."

جاء دور(رضا) ليهتف بعصبية:
- "من هم الضبط ؟!؟ لست أفهم شيئا من هذا الكلام الملغز..."

أخذ السيد( منير) يعبث في غليونه، و هو يجيب:
-" كما قلت آنفا،لا يعلم إلا الله ما يحويه هذا العالم الآخر... لكن اللون الأحمر يعني حضور أسوأ مافي هذا العالم و أشده خطورة..
لو تألقت هذه البلورة باللون الأحمر فسيعني هذا أن فرصتنا في النجاة من هذه التجربة ضئيلة، لذا أكرر... من يرد الإنسحاب فليتفضل مشكورا من الآن، فلا مجال للتراجع إذا بدأنا..."

ألجم الصمت الذي حل على المكان ألسنة الجميع، فعدت إلى خواطري المضطربة...

زوجتي بدأت تفهم الحقيقة منذ عام واحد تقريبا.. كانت مسنة لكنها امرأة، لذا كانت تفهم معنى تأخري الدائم عن المنزل و معنى تلك الإتصالات الغامضة ، التي يغلق أصحابها الخط في وجهها إن ردت هي... هناك أخرى.. و ربما أكثر من واحدة... و هذه هي الحقيقة!!

و حين واجهتني، كنت قد سأمت بقاءها على قيد الحياة حتى هذا الوقت، لذا صارحتها بالحقيقة ببرود و قسوة، عل الصدمة تحقق لي هدفي في ميراث سريع و مضمون...

لكنها- اللعينة- تلقت الصدمة بالهستيريا و الدموع و بإخفاء ثروتها عنى حتى لفظت أنفاسها في أحد الليالي وهي تنعتني بأقذع الألفاظ.. ما لم تعرفه حتى النهاية، أن وفاتها لم تكن طبيعة... لم تكن كذلك أبدا!!

-"هل سنبدأ أم ماذا ؟؟!
" قالها السيد(منير) هذه المرة، ليجيبه صمتنا بالإيجاب، فقال:
- ليخرج الكل الأوراق التي وزعتها عليكم..."

أخرجت تلك الورقة المطوية من جيب معطفي، و فضضتها لتجري عيناي على تلك الأسطر الاتينية التي كتبها السيد(منير) بخطه الأنيق المنمق...
لست أفهم حرفا مما أمامي الآن... لقد شرح لنا السيد(منير) المعنى من قبل ، لكنني نسيته...
على كل حال إنها ليست قصيدة شعر، و لا ينبغي علي أن أقرأ من القلب!!

عبث السيد(منير) بأحد الأزرار في الحائط وراءه ، فانخفضت الإضاءة في الغرفة للحد الذي أصبحنا فيه نرى بعضنا البعض بالكاد، ثم وضع غليونه أخيرا جانبا، لنبدأ في ترديد التعويذة...

"ما نياس... ركاكس... تينوس... ما ساسيس"

كلمات كتبها السحرة في العصور الغابرة، ترددها حناجرنا المرتجفة، و أعيننا معلقة على جثة الطفل و على البلورة الزجاجية...

"ما نياس... ركاكس... تينوس... ما ساسيس"

تتألق البلورة باللون الأخضر لنعرف أننا على الطريق الصحيح، فأثبت عيني على وجه الطفل الملطخ بالدماء الجافة منتظرا لحظة الحقيقة ...

"ما نياس... ركاكس... تينوس... ما ساسيس"

اللون الأخضر يزداد تألقا ثم يتحول إلى الأزرق الشاحب البارد، ليضفي على جلستنا الرهيبة هذه مذاقا خاصا...

"ما نياس... ركاكس... تينوس... ما ساسيس"

الآن تحدث المعجزة، و نرى بأعيننا المتسعة ذهولا و ووجلا، تلك الرجفة التي تمر على جفني الطفل، ثم نراه يفتح عينيه ببطء ، تحدق الجثة بعينين لا تريان في سقف الغرفة...

كان(علاء) يرتجف هلعا...(ورضا) يرتجف انفعالا... و( فهمي) يجاهد للحفاظ على تماسكه، بينما تبدت اللهفة في عيني السيد(منير) و هو يرى الإتصال يتم بنجاح ...

ما نياس... ركاكس... تينوس... ما ساسيس"

الآن تتحول البلورة إلى اللون الأزرق ...
و الآن أتذكر كيف قررت ذات يوم أن أنهي حياة زوجتي التعسة بيدي، ما دامت تصر على البقاء حية...

خبرتي كطبيب كانت تعني أن التنفيذ سيكون سهلا، لكن الصعوبة تكمن في اتخاذ القرار ذاته...
صحيح أنني كنت أكره تلك العجوز الشمطاء من أعمق أعماق قلبي، لكن أن أراها تموت كل يوم بتأثير ذلك السم البطيء الذي كنت أدسه بانتظام في دوائها، كان تعذيبا حقيقيا لأعصابي...

كنت أراها تضعف... تنهار... تذوي... تتلاشى ... و لقد كانت هي تشعر أنني السبب في هذا كله ؟!!

-"من سيبدأ؟!!"
قالها(علاء) بصوت مرتجف ، فأجابه السيد(منير) على الفور:
-" لا فارق.. ابدأ أنت..."

احتشدت قطرات العرق في جبهة السيد(علاء) ونطق بصوت مختنق انتزعه من حلقه انتزاعا:
-"سؤالي هو.. هو..
هل توجد طريقة كي لا أموت ؟!!

"ها هو ذا أول سؤال للوح الحقيقة يبحث عن سر الخلود...

و كـأنما يدفع السيد(علاء) هذا الإتهام عن نفسه، قال دون أن ينظر لأحدنا:
-" إنني أموت... تليف في الكبد... "

بالطبع كان هذا كافيا لي لأفهم... تليف الكبد الناتج عن الإسراف في شرب الكحوليات.. لا علاج له .

تعلقت أعين الجميع على وجه الطفل الذي ظل ساكنا كأي جثة، ثم و ببطء شديد فتح الطفل فمه ليزوم...
ليزوم بصوت ثابت عميق لا يمكن أن يصدر عن طفل بأي حال من الأحوال...
و بتوتر هتف السيد( رضا) :
-"ما هذا؟..!"

لكن السيد(منير) أخرسه بإشارة من يده، لتظل الكرة في ملعب جثة الطفل...

الطفل الذي أخذ يزوم بصوت غير بشري... صوت قادم من العالم الآخر!!
كنت خائفا و هذا ما لا يمكنني إنكاره.. ما يحدث الآن يفوق قدرتي على الإستيعاب، و السبب واضح وصريح.. هذا الطفل ميت.. جثة هامدة لا حياة فيها من أي نوع ، فأي كيان هذا الذي يستخدمها ليزوم ؟!

يتبع
>>>>><<<<<<
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.wainty.com
H!M@_HP
عضو مميز
عضو مميز
H!M@_HP


ذكر
عدد المساهمات : 1192
العمر : 33
المزاج : زفـــــــت و الحمد لله
الجامعة : جامعة القاهرة
الكلية : كلية الهندسة
الفرقة : الأولى
الشعبة : بقالي كتير اوي اولى ميكانيكا برضو Sad
تبا
المحافظة : القاهرة
المدينة : maadi
نقاط : 6688
تاريخ التسجيل : 29/09/2009
قوس قزح 800341355

قوس قزح Empty
مُساهمةموضوع: رد: قوس قزح   قوس قزح Emptyالأحد 10 أبريل 2011, 12:38 pm

استمرهذا الصوت الرهيب المنبعث من الطفل طويلا، فاقترح السيد( فهمي) :
-"هل.. هل نجرب سؤالا آخر ؟!"
-" لم لا ؟!"
-"إذن، فسؤالي هو.. هل .. هل .."

و لسبب ما بدأت ملامحه الأرستقراطية الجامدة ترتجف، و رأيته لأول مرة منذ عرفته يتلعثم و هو يمسح قطرات عرق وهمية عن جبينه، بمنديل حريري فاخر، ليخرج سؤاله:
-"هل.. تخونني زوجتي حقا ؟!"

تبدت الصدمة في ملامح الجميع، إلا أنني شعرت بحنق بالغ و أنا أتساءل في أعماقى إن كان هؤلاء الحمقى يفهمون الغرض من هذه التجربة حقا..

الأول يسأل عن علاج لمرضه و الآخر يسأل إن كانت زوجته تخونه.. لهذا جئنا بلوح الحقيقة و الجثة و قمنا بالمخاطرة في هذه التجربة المخيفة.. من أجل الهراء ذاته!

على كل حال استمر الزوم المخيف المنبعث من جثة الطفل دون أن يجيب على هذا السؤال أيضا، فتعلقت نظراتنا الحائرة على وجه السيد(منير) الذي أشار لنا بيده إشارة أنه لا يفهم ما الذي يحدث بالضبط ..

و دون أن أستأذن ، ألقيت بسؤالي عليه ليجذب اهتمام الكيان الذي يسيطر على جثة الطفل:
-" أين أخفت زوجتي ثروتها ؟!"
الطفل يزوم بلا انقطاع كأنه يسخر منا...!

و لم تحتمل أعصاب(رضا) كل هذا الإستفزاز، فهب من على مقعده صائحا:
-"ما هذا العبث ؟!.. هل سيجيب هذا الوغد عن أسئلتنا أم ماذا ؟!"

أثار تصرفه المفاجئ ذعر السيد(منير) الذي أخذ يردد شيئا ما باللاتينية، ليتوقف الطفل عن إصدار تلك الضوضاء السخيفة، و لتنطفئ البلورة الزجاجية دفعة واحدة .. و بغضب هائل صاح السيد(منير) :
-" أيها الأحمق.. أتريد أن تقضي علينا جميعا بتصرفك هذا ؟!"
-" إن كنت أنا أحمق ، فلماذا لا تفسر لنا أيها العبقري ما الذي يحدث بالضبط ؟؟"
-" لابد أن هناك شيئا ما لم نفعله.. هذا هو كل شيء .. سأراجع أوراقي و سنكرر التجربة في وقت لاحق .."
-" كررها بمفردك إذن فلن أشارك في هذا السخف ثانية .."

و دون أن ينتظر ردا، اندفع مغادرا المكان بثورة ، ليتركنا نتبادل النظرات الحائرة ..

كان السيد(علاء) شاردا يفكر في كبده المتليف وموته القادم لا محالة ، بينما بدا السيد(فهمي) مثيرا للشفقة بحق ، و هو يحاول إخفاء وجهه بكفيه، و قد أفشى سره أمامنا على هذا النحو، بينما اكتفى السيد(منير) بأن أخذ يشعل غليونه و قد أعاد الإضاءة إلى الدرجة الطبيعية ، قبل أن يقول:
-" لا داعي للقلق .. سنكرر التجربة مرة أخرى لاحقا بعد أن أعرف ما الخطأ بالضبط .."

كانت رسالته التي تطلب منا الرحيل واضحة، فهز(علاء) رأسه بشرود ، وغادر المكان دون أن ينطق بحرف ، بينما وقف السيد(فهمي) و أخذ يبحث في ذهنه عن شيء لائق ليقوله ، فلم يجد سوى:
-" ليلة طيبة.."
و غادر المكان ليتركني أشير إلى الجثة قائلا :
-" و ماذا عن هذا ؟!"
-"اتركه لي قليلا.. ربما احتجت له لأفهم ما الخطأ الذي حدث.."

لم أكن متحمسا للإحتفاظ بالجثة ،كما أن الإحباط الذي أصابنا جميعا، كان يدفعني للإسراع بالمغادرة ، فقلت:
-" كما تشاء.."
و غادرت الغرفة.. فالفيلا.. لأنطلق بسيارتي في الشوارع المظلمة بين بيوت المقطم الكئيبة..

ليلة أخرى من عمري تضيع دون أن أعرف أين أخفت زوجتي ثروتها..
ليلة أخرى من عمري لن تعود مجددا..

لكن الليلة لم تنته عند هذا الحد، و لابد أنك توقعت هذا بصورة أو بأخرى .. كنت قد أوشكت على الوصول إلى منزلي حين دق جرس هاتفي المحمول ، فرددت على الفور ليأتيني صوت السيد( منير) يهتف بانفعال لم أعهده فيه قط :
-" ( أنور) .. تعال فورا.."

قالها ثم أغلق الخط على الفور دون أن يمنحني فرصة للرد، و دون أن يجيب علي إذ أخذت أحاول الإتصال به لأفهم ما الذي حدث.. ثم و قد تغلب فضولي على حنقي استدرت بالسيارة لأعود إلى المقطم ، و أنا أضرب أخماسا في أسداس .. ترى هل فعلها ؟؟ هل نجح ؟!

كانت الطرق شبه خالية في هذا الوقت ، لذا لم ألق مشقة في العودة إلى تلك الفيلا في المقطم ، لأجد أن سيارة السيد(علاء) تقف في الخارج ، ضاعف هذا من فضولي ، لأخرج من السيارة متجها إلى بوابة الفيلا ، التي لم أندهش كثيرا حين وجدتها مفتوحة...

ثمة شيء ما حدث ها هنا، و أنا أشم رائحة هذا الشيء لكني لا أدري كنهه.. تجاوزت الردهة و أنا أنادى بأعلى صوتي :
-"سيد(منير) ... (علااااء) .." لم يجبني أحد فاتجهت على الفور إلى الغرفة التي أجرينا فيها التجربة ، و فتحت بابها و .. و..

و كما توقعت تماما أيضا وجدت الهول ذاته في انتظاري ..

كان السيد(علاء) يقف قرب الباب ، و جسده ينتفض بهلع و عيناه جاحظتان بشدة ، بينما أخذ السيد(منير) يزحف على الأرض تجاهه و هو يمد يده أمامه و قد شحب وجهه بصورة مخيفة و تساقطت خصلات شعره على وجهه ،ليبدو كالموتى الأحياء في أفلام الرعب القديمة ، و قد اكتسى المشهد كله أمامي باللون الأحمر الساطع ، القادم من البلورة ..
(لكن اللون الأحمر يعني حضور أسوأ ما في هذا العالم و أشده خطورة .. لو تألقت هذه البلورة باللون الأحمر فسيعني هذا أن فرصتنا في النجاة من هذه التجربة ضئيلة..) ..

هذا ما قاله لنا السيد(منير) و هذا يعني أن هناك كارثة رهيبة موشكة على الحدوث ، إن لم تكن حدثت فعلا..

انتزعت الصرخة من حلقي :
-" سيد(منير) .. ما الذي حدث ؟!"
بالطبع لم يجبني أحد ، بل واصل السيد(منير) زحفه المخيف هذا تجاه(علاء) الذي شله الهلع تماما ، ثم توقف السيد( منير) أخيرا و إن ظل يشير بيده الممدودة إلى (علاء) لتخرج الكلمات من فمه ، بصوت لا يمت له بصلة:
-" أنت.. أنت ستقيء دما حتى تموت.."
قالها ثم تهاوى جسده دفعة واحدة !!

هنا بدأ السيد(علاء) في إطلاق الصرخات الهستيرية
، ففقدت أنا أعصابي نهائيا، و حملت أول مقعد أمامي، لأهوي به على البلورة الزجاجية ، لتتهشم بدوي أشبه بالقنبلة..

ساد الظلام الغرفة، ليرتفع صوت صرخات السيد(علاء) الهستيرية أكثر و أكثر ، بينما انحنيت أنا على السيد( منير) أفحصه.. لكنه كان قد مات.. حالة منتهية كما اعتدنا أن نسمي كل من غادروا عالمنا البغيض هذا... ما الذي حدث هنا ؟! و أين اختفت جثة الطفل ؟!؟!؟!

انتبهت إلى هذه الحقيقة الجديدة في اللحظة التي دخل فيها السيد(رضا) الغرفة ليضيئها، و ينظر إلى المشهد الرهيب أمامه، قبل أن يهتف بعصبيته المعتادة:
- ما الذي حدث ؟!.. ما الذي؟.. "

لكنه بتر سؤاله ليهوي على وجه السيد(علاء) بصفعة هائلة أخرسته على الفور، قبل أن يكرر هو هتافه:
-" ما الذي حدث هنا ؟!!"

أجبته محاولا التماسك:
-" لاأعرف.. لقد وصلت لأجد أن السيد(منير) يموت و هو يشير إلى السيد(علاء) و الأسوأ من هذا أن جثة الطفل اختفت.."

"ماذا تقول ؟!.. (منير) مات!! الطفل اختفى!!"
ثم و بعملية يحسد عليها أسرع مغادرا المكان كله ،
تاركا المأساة كلها على رأسي..!

لم أجد أمامي سوى (علاء) الذي انهار يبكي في ركن الغرفة، فانحنيت عليه لأسأله :

-" أخبرني ما الذي رأيته.."

لكن حالته أجابتني بأن الحصول على رد منه، سيكون ضربا من الخيال ، فتركته لأبدأ في البحث عن جثة الطفل التي اختفت.. لابد أنها هنا في مكان ما..

لابد لأنها جثة رغم كل شيء..
لكن نتيجة بحثي الذي لم يسفر عن شيء ، جعلتني أقف في ردهة الفيلا أرتجف.. الجثة اختفت.. السيد( منير) مات.. و السيد(رضا) هرب، و لابد أن ( فهمى) في الطريق إلى هنا ، بينما يبدو أن(علاء) قد فقد عقله إلى الأبد ..

ما الذي تفعله لو وجدت نفسك في مثل هذا الموقف ؟!
موت(منير) سيعني أن هناك تحقيقات و شرطة و اتهامات وسيتم ذكر موضوع سرقة جثة الطفل من المستشفى و الغرض من هذه التجربة و كل ما يكفي لتتدمر حياتك إلى الأبد..

ما الذي ستفعله لو وجدت نفسك في مثل هذا الموقف ؟!
ببطء قدري أغمغم :
-"هذا المكان يحتاج إلى تطهير .."
و أبدأ في تطهيره ..


يتبع
>>>>><<<<<<
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.wainty.com
H!M@_HP
عضو مميز
عضو مميز
H!M@_HP


ذكر
عدد المساهمات : 1192
العمر : 33
المزاج : زفـــــــت و الحمد لله
الجامعة : جامعة القاهرة
الكلية : كلية الهندسة
الفرقة : الأولى
الشعبة : بقالي كتير اوي اولى ميكانيكا برضو Sad
تبا
المحافظة : القاهرة
المدينة : maadi
نقاط : 6688
تاريخ التسجيل : 29/09/2009
قوس قزح 800341355

قوس قزح Empty
مُساهمةموضوع: رد: قوس قزح   قوس قزح Emptyالأحد 10 أبريل 2011, 12:42 pm

الآن أقود سيارتي مبتعدا عن المكان ، و قد ارتفعت ألسنة اللهب من الفيلا لتمحوها من الوجود .. لابد أن أحدهم استيقظ و أن أبلغ الشرطة و المطافئ ، لكن حين يصل هؤلاء سيكون الأمر قد انتهى ، فلقد حرصت على إلقاء البنزين في كل ركن في هذه الفيلا الملعونة..

السيد(علاء) .. حسن .. لقد حاولت إخراجه ، لكنه كان قد فقد عقله تماما ، و لم أكن لأخاطر بخسارة كل شيء أملكه من أجل مجنون مصاب بتليف كبد..!

لست أعرف أين السيد( فهمي) و لا السيد(رضا) الآن ، لكني واثق من أنهما لن يتحدثا في هذا الموضوع مع أحد..

ستمحى هذه الليلة من تاريخنا ببساطة و إلى الأبد ..
الآن أقود سيارتي و أنا لم أخسر إلا فرصتي في معرفة مكان ثروة زوجتي الراحلة ، لكنني سأواصل البحث.. حتما سأجد الـ ..

-"( زوجتك حولت ثروتها إلى ماس و أخفته في صندوق دفنته في القبو)

ارتفع الصوت من المقعد الخلفي فانتفضت بذعر ، لأنظر إلى الشيء الذي جعلني أصاب بالهلع لأصرخ بذعر هائل ، و لأفقد التحكم في السيارة ..

إلى الطفل الذي جلس في ظلام المقعد الخلفي ، و إن مر ضوء مصابيح الإنارة في الشارع على وجهه لحظة ، لأرى أنه يبتسم ابتسامة شيطانية مخيفة.. لحظة واحدة رأيت فيها وجهه الملطخ بالدماء الجافة وتلك الإبتسامة التي صاحبت جميع كوابيسي بعد هذه الليلة ..

ثم سمعت بوق تك السيارة و رأيت مصباحين عملاقين يتجهان تجاهي بسرعة خرافية ..
ثم ..
ثم ..
ثم انتهى كل شيء بغتة ..

*******

فيما بعد عرفت أن السيد(فهمي) قتل زوجته في ذات الليلة و سلم نفسه للشرطة.. وعرفت أيضا أن السيد(رضا) غادر البلاد بلا رجعة ، بينما أغلقت قضية فيلا السيد(منير) المحترقة بعد أن عثروا على جثته و جثة السيد(علاء) دون أن يجدوا دليلا واحد يصلح لإتهام أحد به ..

أما أنا..

فلقد نجوت من الحادث حقا ، لكنني الآن مصاب بالشلل الكلي ،و لن يمكنك أن تتخيل كيف أن قدرتي على تحريك سبابتي اليسرى– آخر ما يمكنني تحريكه بإرادتي في جسدي– هي الشيء الوحيد الذي جعلك تقرأ هذه القصة...

ثروة زوجتي في صندوق مدفون في قبو منزلي بالمناسبة... ولو أردت المغامرة و الحصول عليه ، لكن يجب أن أحذرك أيضا أنهم لم يعثروا على جثة الطفل في حادث السيارة ..

في الواقع لم يعثروا عيها حتى الآن !!؟
أعرف– و ربما لن أعرف – أين هو الآن ..
لكني أتخيله دوما يجوب ظلال الطرقات بوجهه الملطخ بالدماء الجافة و ابتسامته الشيطانية المخيفة..
وحده يعرف حقيقة ما حدث ..
وحده يعرف ما هو الثمن الذي دفعه البؤساء الذين تألق في وجوههم اللون..
الأحمر .


تمــــــــــــت

و ان شاء الله ارجع بقصة اللون البرتقالي
يااااااااا رب تكون دي عجبتكم

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.wainty.com
nido
مشرف رابطة مشجعى الاهلى
مشرف رابطة مشجعى الاهلى
nido


ذكر
عدد المساهمات : 3264
العمر : 34
العمل/الترفيه : طالب فى مدرسه الحياه
المزاج : والله ساعات وساعات
الجامعة : جامعة دمنهور
الكلية : كلية التجارة
الفرقة : الثانية
الشعبة : لسه موش عارف
المحافظة : البحيرة
المدينة : ابو حمص
نقاط : 9248
تاريخ التسجيل : 01/03/2009
قوس قزح 800341355

قوس قزح Empty
مُساهمةموضوع: رد: قوس قزح   قوس قزح Emptyالأحد 10 أبريل 2011, 3:18 pm

شكرا للمجهود الرائع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sokr7oda
المدير العام
المدير العام
avatar


ذكر
عدد المساهمات : 35736
العمر : 39
الجامعة : جامعة الأسكندرية
الكلية : كلية التجارة
الفرقة : الرابعة
الشعبة : لسه بدور
المحافظة : البحيرة
المدينة : دمنهور
نقاط : 41389
تاريخ التسجيل : 04/12/2008
قوس قزح 800341355

قوس قزح Empty
مُساهمةموضوع: رد: قوس قزح   قوس قزح Emptyالأحد 10 أبريل 2011, 8:34 pm




شكرا هيما لمجهودك الجامد


جارى تكمله الموضوع

وقراته


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الاخطبوط
عضو مميز
عضو مميز
الاخطبوط


ذكر
عدد المساهمات : 4385
العمر : 35
العمل/الترفيه : حب الحيــــــــــــاه
المزاج : مشاعــ بلا حدود ـــــــر
الجامعة : جامعة دمنهور
الكلية : كلية التجارة
الفرقة : الأولى
الشعبة : مش لما اخلص اول سنه الاول
المحافظة : البحيرة
المدينة : دمنـــــــــهور
نقاط : 9342
تاريخ التسجيل : 01/11/2010
قوس قزح 800341355
قوس قزح 37263307

قوس قزح Empty
مُساهمةموضوع: رد: قوس قزح   قوس قزح Emptyالإثنين 11 أبريل 2011, 12:07 am

شكرا ليك كتير هيما

تسلم الايادى

منتظرين مزيدك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
H!M@_HP
عضو مميز
عضو مميز
H!M@_HP


ذكر
عدد المساهمات : 1192
العمر : 33
المزاج : زفـــــــت و الحمد لله
الجامعة : جامعة القاهرة
الكلية : كلية الهندسة
الفرقة : الأولى
الشعبة : بقالي كتير اوي اولى ميكانيكا برضو Sad
تبا
المحافظة : القاهرة
المدينة : maadi
نقاط : 6688
تاريخ التسجيل : 29/09/2009
قوس قزح 800341355

قوس قزح Empty
مُساهمةموضوع: رد: قوس قزح   قوس قزح Emptyالثلاثاء 12 أبريل 2011, 10:03 am

نورتوا التوبيك يا شباب
جااري تنزيل القصة التانية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.wainty.com
H!M@_HP
عضو مميز
عضو مميز
H!M@_HP


ذكر
عدد المساهمات : 1192
العمر : 33
المزاج : زفـــــــت و الحمد لله
الجامعة : جامعة القاهرة
الكلية : كلية الهندسة
الفرقة : الأولى
الشعبة : بقالي كتير اوي اولى ميكانيكا برضو Sad
تبا
المحافظة : القاهرة
المدينة : maadi
نقاط : 6688
تاريخ التسجيل : 29/09/2009
قوس قزح 800341355

قوس قزح Empty
مُساهمةموضوع: رد: قوس قزح   قوس قزح Emptyالثلاثاء 12 أبريل 2011, 10:08 am

برتقالي


كنت أعرف أن تعلّق ابنتي بهذه الدمية غير طبيعي... كنت أعرف هذا لكني تجاهلته.. لهذا أنا أستحق

*******

من الصعب دائمًا تحديد النقطة التي تبدأ من عندها الأحداث.. حين تقول: بدأ كل شيء منذ.. فأنت لا تحدد البداية بدقة، إنما تحدد الوقت الذي انتبهت أنت فيه لما يحدث طيلة الوقت من حولك، وحتى هذا يخضع لقوة ذاكرتك، ولا يوجد مثال أفضل مما قاله الكاتب العظيم ماركيز، حين وصف كتب التاريخ قائلا: التاريخ ليس ما حدث حقًا.. بل ما نتذكره وكيف نحكيه

من الصعب إذن أن أحدد لكم متى بدأت ابنتي في التغيّر، لكنني سأقول إن كل شيء بدأ حين قرر زوجي السفر فجأة إلى الخليج بحثًا عن المال الذي لم يجده هنا

أي زوجة تعرف تلك اللحظة التي يتحول فيها الزوج من الحبيب ذي الصدر الدافئ، إلى مصدر تمويل المنزل، بل وتطالبه به إن لم يفعله هو بمفرده.. أنا أحبك نعم.. لكن هناك فواتير الماء والطعام والكهرباء والتليفون ومدرسة الطفل والملابس والمناسبات، ولن يغنيني دفء صدرك عن هذا كله

لهذا سافر زوجي لأنه أدرك أن دوره في المنزل تقلص إلى ماكينة صرف نقود، عليها ألا تضن علينا بالأوراق المالية المحببة التي تشتري السعادة الحقة

من الصعب دائمًا تحديد بداية الأحداث، لكنني سأعود بذاكرتي إلى اليوم الذي اصطحبت فيه طفلتي رنا إلى السوق لتشتري بعض الألعاب، وفي هذا حل أكيد لبكائها الدائم على اختفاء أبيها من المنزل.. هذا هو أجمل شيء في الأطفال.. قدرتهم على النسيان

*******

رنا تبلغ من العمر تسع سنوات، وهو العمر الذي تعرفه أي أم وتمقته.. إنه الوقت الذي يتعلم فيه الطفل كيف يكون مزعجًا ومؤذيًا في الآن ذاته، وهو العمر الذي تعتاد فيه الأم ضرب طفلها في محاولة يائسة لتهذيبه، تستمر حتى يكبر هذا الطفل ويترك المنزل بلا رجعة، لكنني في هذا اليوم كنت أجرّ معي طفلة بائسة، لا تفهم سر اختفاء والدها من المنزل رغم تعلقه الشديد بها.. من المستحيل على من في عمرها أن يفهم أهمية المال، وهذه نقطة أخرى في صالح الأطفال


السخيف في الأمر أن حزن ابنتي كان صادقًا وقويًا إلى الدرجة التي جعلت كل اللعب والهدايا في نظرها، أشياء حمقاء سخيفة لا يمكن أن تخفف عنها، والأسوأ من هذا أنني.. ومع بؤسها المستمر.. بدأت أدرك حقيقة أنني أصبحت امرأة وحيدة.. امرأة بلا رجل ومسؤولة عن طفلة

صحيح أنني من شجّع فكرة السفر، لكن هذا لا يمنع من أنني أفتقد وجوده.. أفتقد صوته الرجولي وهالة الأمان التي يحيط بها المنزل.. كل هذا لم يعد موجودًا لأننا نحتاج للمال اللعين

*******

وهكذا بدأ الأمر يتحول من أم تحاول الترفيه عن طفلتها إلى ثنائي بائس يجوب طرقات المدينة بلا هدف، حتى إنني قررت العودة إلى المنزل حيث يمكنني ممارسة حقي في البكاء بلا حرج، حين توقفت ابنتي فجأة أمام متجر للألعاب، وقد تعلقت عيناها بدمية محددة

دمية دب مكتنز، في حجمها تقريبًا، ويحمل وجهه ابتسامة واسعة مرحبة، بينما تحدق عيناها البرتقاليتان بإصرار في وجه الجميع.. دمية عادية لا تحمل أي ابتكار، لكنها جذبت اهتمام رنا فانحنيت عليها لأقول بحنان: هل تريدينها؟

هزّت رأسها الضئيل أن نعم فلم تمضِ عشر دقائق حتى كانت تحملها بين ذراعيها لنتجه بها إلى المنزل، وقد علت وجهها الملائكي –أخيرًا- ابتسامة رضا وحبور

ألم أقل لكم إنها طفلة، وأنها ستنسى؟!.. لكن

من يأتي لي بدب بني مكتنز يساعدني على النسيان؟

يتبع
<<<<<<>>>>>>
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.wainty.com
H!M@_HP
عضو مميز
عضو مميز
H!M@_HP


ذكر
عدد المساهمات : 1192
العمر : 33
المزاج : زفـــــــت و الحمد لله
الجامعة : جامعة القاهرة
الكلية : كلية الهندسة
الفرقة : الأولى
الشعبة : بقالي كتير اوي اولى ميكانيكا برضو Sad
تبا
المحافظة : القاهرة
المدينة : maadi
نقاط : 6688
تاريخ التسجيل : 29/09/2009
قوس قزح 800341355

قوس قزح Empty
مُساهمةموضوع: رد: قوس قزح   قوس قزح Emptyالثلاثاء 12 أبريل 2011, 7:18 pm

لم ألاحظ ما يحدث في بدايته لأنني كنت مشغولة
إنني الآن ألعب دور الأم والأب، وفي هذا مشقة أي مشقة.. لم أعرف حقًا كم العبء الذي كان يزيحه.. زوجي عن صدري إلا في هذه الفترة، ورغم كوني ربة منزل لا تعمل فإنني كنت أعاني الأمرين كل يوم من اللحظة التي تترك فيها رنا فراشها وحتى تعود إليه
في نهاية اليوم أجلس وحدي على الفراش أسجل وبدقة مصاريف اليوم وما تبقى من نقود وما يجب عليّ ادخاره فزوجي لن يسافر إلى الأبد.. وما يمكن اقتطاعه لحسابي الشخصي، وبعد أن أنتهي من هذا، أظل بقية الليل أرمق الفراغ الكائن جواري على الفراش، والذي كان يحتله جسد زوجي منذ أسابيع قليلة
مهما حاولت المرأة فستظل أهمية وجود الرجل في حياتها حقيقة لا فرار منها
كان كل شيء يسير على ما يرام، لكنني لم أعرف أن ابنتي لم تكن تنام هي الأخرى على فراشها
ما عرفته بعد ذلك أنها كانت تقضي ليلتها كلها تتحدث
تتحدث بصوت خافت مرتجف إلى دميتها.. الدب المكتنز ذي العينين البرتقاليتين
متى عرفت هذه الحقيقة الجديدة؟
حسنًا إنني أتذكر هذا اليوم جيدًا
*******
كان يوم إثنين، وكنت قد استيقظت منذ السادسة صباحًا كعادتي لأعد طعام الإفطار لرنا قبل أن أوقظها لتذهب إلى المدرسة، لكنني حين ذهبت إليها في غرفتها وجدتها جالسة على فراشها وقد بدا جليًا من عينيها المحتقنتين والإرهاق البادي على وجهها الملائكي، أنها لم تنم إطلاقًا
سألتها بقلق: رنا.. هل أنت مريضة؟
هزّت رأسها أن لا، فسألت: ألم تنامي جيدًا ليلة أمس؟
هزّت رأسها أن لا مرة أخرى، فسألت: لماذا؟
هنا ظلت رنا صامتة قليلاً كأنما تستجمع طاقتها لتجيب، ثم مدت يدها ببطء لتشير إلى دبها المكتنز دون أن تنطق بحرف، ففهمت أنا الموقف.. كنت حمقاء ولم أفهم شيئا لكني لم أعرف هذا في حينه.. وهتفت فيها: أخذت تلعبين طيلة الليل ولم تنامي.. أليس كذلك؟
لم تجبني رنا هذه المرة، وبدا وكأنما قد استنفدت طاقتها كلها، فقررت أن أتركها هذا اليوم دون أن تذهب إلى المدرسة، وقلت بغيظ: إذن ارتاحي اليوم.. لا مدرسة
لكنني قبل أن أخرج أخذت الدب المكتنز معي وأنا أردف: ولا لعب كذلك.. هيا.. نامي
وهكذا أغلقت عليها الباب وعدت إلى غرفتي لأظفر بالنوم، وقد بدا أنني قد أحظى بساعات نوم إضافية هذا اليوم، دون أن يؤدي هذا إلى كارثة
ألقيت بالدب على إحدى الأرائك في ردهة المنزل، ثم ذهبت إلى غرفتي لأنام، على أن أستيقظ بعد عدة ساعات لأعد طعام الغداء ولأواصل طقوس اليوم المعتادة
كان يومًا عاديًا لم يستجد فيه شيء.. رنا استيقظت عصرًا وقد بدا عليها الانتعاش، وقضت يومها في مذاكرة دروسها تحت إشرافي وفي نهاية اليوم سمحت لها بالجلوس أمام التلفاز قليلاً حتى أتت الساعة التاسعة مساءً فحملتها حملاً إلى فراشها، وأنا أقول: نامي جيدًا.. ستذهبين إلى المدرسة غدّا
وبعد أن أوت إلى فراشها، عدت أنا إلى غرفتي لأواصل تسجيل مصاريف اليوم الجديد، وهي عادة غير مفيدة إطلاقًا في حالة الادخار، لكنها تقتل الوقت قتلاً وهذا ما أحتاج إليه حقًا
أتذكر يومها أنني.. وحين تسلل النعاس إلى جفوني.. قررت أن أمرّ على غرفة رنا أولاً، لأتأكد من أنها تأكل أرزًا مع الملائكة كما يقولون لكني لم أكد أصل إلى باب غرفتها حتى سمعتها تتحدث
تتحدث بصوت خافت مرتجف، لم أميز معه ما تقوله بالضبط، لذا دخلت على الفور لأرى ما الذي يحدث بالضبط، فوجدتها تجلس على الفراش، وقد وضعت دبها المكتنز -الذي التمعت عيناه البرتقاليتان على ضوء القمر- أمامها تتحدث إليه بخوف شديد استحال إلى فزع حين رأتني
كنت حمقاء أيها السادة، لذا فلم أفعل سوى أنني صرخت فيها وجذبت الدب من أمامها وأنا أهتف بصرامة: نامي فورًا
وعلى عكس ما تخيلته، لم تقاوم، بل بدا الأمر وكأنها كانت تنتظر من يأخذ الدب من أمامها، فحملته معي خارجة من الغرفة لألقيه في الصالة مجددًا
لم أكن أعرف.. لم أكن أفهم.. ولهذا استمر الأمر أكثر من هذا


يتبع
<<<<<<>>>>>>
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.wainty.com
H!M@_HP
عضو مميز
عضو مميز
H!M@_HP


ذكر
عدد المساهمات : 1192
العمر : 33
المزاج : زفـــــــت و الحمد لله
الجامعة : جامعة القاهرة
الكلية : كلية الهندسة
الفرقة : الأولى
الشعبة : بقالي كتير اوي اولى ميكانيكا برضو Sad
تبا
المحافظة : القاهرة
المدينة : maadi
نقاط : 6688
تاريخ التسجيل : 29/09/2009
قوس قزح 800341355

قوس قزح Empty
مُساهمةموضوع: رد: قوس قزح   قوس قزح Emptyالخميس 14 أبريل 2011, 4:25 pm

هكذا اعتدت أن أحمل الدب من أمامها كل ليلة, لأتأكد من أنها ستنام
اعتدت أن ألقي الدب على أحد الآرائك في الصالة, ثم أنام ويمر اليوم, وفي المساء أحمل الدب مجددًا من أمام رنا في غرفتها.. ما دامت ابنتي تخشاه إلى هذا الحد, فلماذا كانت تحمله إلى غرفتها كل ليلة إذن؟!.. سؤال بديهي لكنني لم أفكر فيه قط, حتى جاء اليوم الذي دفعني للبدء في التفكير في هذا الموضوع
كنت أمرّ بطقوس اليوم المعتادة, وكنت قد بلغت ذروة إرهاقي مع حلول الليل, حتى أنني قررت أنه لا داعي لتسجيل مصاريف اليوم, لكني قررت أن أمرّ على غرفة رنا للاطمئنان عليها قبل النوم, وحين دخلت عليها كانت هناك مفاجأة عجيبة بانتظاري.. في تلك الليلة بدأت القلق.. في تلك الليلة بدأت الخوف
كانت رنا قد فصلت رأس دميتها عن جسدها الذي ألقته في ركن الغرفة, بينما وضعت الرأس المقيت في حجرها, تنظر إلى العينين البرتقاليتين بوجل, وتهمس محدثة رأس الدب بخوف
أي طفلة التي تلعب بهذه الصورة؟
لم أشعر بنفسي إلا وأنا أنتزع الرأس من يدها, لأصرخ فيها بعنف لم أعتده في نفسي, بينما ظلت هي صامتة على الفراش, تسيل دموعها قطرات على وجنتيها, وسهام من نار في قلبي.. لماذا يا رنا؟! لماذا؟
بالطبع أصابتني دموعها بالهستيريا, وبعد كثير من الصخب كنت أحتويها في صدري ونبكي معاً
لماذا قطعت الرأس يا رنا؟ -
هو أخبرني.. قال إن الجسد غير مهم -
من هو؟ -
الذي يعيش في العينين البرتقاليتين -
*******

الأطفال يصابون بالاضطرابات حين يفقدون أحد والديهم.. قرأت هذا من قبل وأذكره الآن
رنا تفتقد والدها بشدة, وهذا هو كل شيء.. لا داعي للإصابة بالجنون.. لا داعي للانتحار
رنا مضطربة نفسيًا.. لكن.. ما الذي عليّ أن أفعله أكثر من هذا؟
بالطبع لم أكن قد وصلت بعد إلى المرحلة التي تمكنني من ربط كل ما يحدث بالدمية.. أنت تنظر الآن إلى الموضوع من أعلى مما يمكنك من رؤية الصورة كاملة, أمّا أنا فكنت تفصيلة صغيرة في الصورة الكاملة, لا يمكنها سوى أن تنظر إلى التفاصيل الصغيرة من حولها
ذهبت إلى طبيبة نفسية بحثًا عن المشورة.. وإلى دجالة معروفة بحثًا عن الأمل.. ولم أترك بابًا إلا وتوسلت أمامه علّني أفهم ما الذي أصاب ابنتي بالضبط
إنها لا تتحدث إطلاقًا.. لا تنام أبدًا.. لا تفعل شيئًا سوى التحديق المستمر في عيني رأس الدب البرتقاليتين، كأنما تجد في هذا الشيء راحتها الوحيدة.. حاولت التخلص من رأس الدمية, لكن دموعها الصامتة كانت تجعلني أتراجع كل مرة
إنها طفلة بائسة تتعذب, فلماذا أحرمها من الشيء الوحيد الذي تريده؟
بالطبع لم آخذ كلامها بخصوص الشيء الذي يعيش في العينين البرتقاليتين بجدية, بل اكتفيت بالاعتقاد أن ابنتي أصيبت بالخبال لشدة الحزن, وأنه عليّ أن أساعدها بأي وسيلة
كنت أعرف أن تعلّق ابنتي بهذه الدمية غير طبيعي... كنت أعرف هذا لكني تجاهلته... لهذا أنا أستحق ما حدث بعد ذلك
أستحقه تمامًا..
*******
في أحد الأيام وأثناء تجولي في السوق لأشتري ضروريات المنزل, شعرت بذلك الهاجس الخفي الذي تشعر به أي أم, والذي يخبرها أن طفلها في خطر.. هذا هو الهاجس الذي يوقظنا في منتصف الليل لنجد طفلنا الرضيع يكاد يسقط من على فراشه.. لا معجزات في الأمر.. لكنه شعور داخلي عميق
كنت قد تركت رنا في المنزل –فهي لم تعد تذهب إلى مدرستها منذ زمن– لذا أخذت في طريق عودتي إلى المنزل, أبني تصورات سوداوية عمّا يمكن أن يكون قد حدث
لقد أشعلت النار في الشقة، وهي الآن تختنق حتى الموت... لقد دسّت إصبعها في قابس الكهرباء... لقد ألقت بنفسها من الشرفة... شيء ما حدث
لكني حين وصلت إلى المنزل, وجدت ما هو أسوأ من هذا كله... كانت ابنتي رنا تجلس على أرض الصالة , ورأس الدب ذو العينين البرتقاليتين أمامها يحدق فيها بثبات, وهي كانت تبكي بهستيريا مخيفة كأنها رأت مذبحة مخيفة منذ لحظات
ألقيت بكل ما في يدي, لأرفعها من على الأرض، ولأدفنها في حضني وأنا أردد بجزع: رنا حبيبتي.. ما الذي حدث؟
صرخت: بابااااااااااااااااااا
قلت: أعرف يا حبيبتي.. أعرف.. إنك تفتقدينه, لكن.. لا بأس سأتصل به، وأطلب منه أن يعود، و
فتقول: بابا.. مااااااااااااااااااااااات
!!!!!!!!!!!! -
أريد باباااااااااا -
أصابتني كلماتها بالجنون, فلم أشعر بنفسي إلا وأن أرجها بعنف, صارخة: من قال هذا؟
ببطء أشارت بيدها إلى رأس الدب ذي العينين البرتقاليتين
في هذه اللحظة شعرت.. في هذه اللحظة فهمت... في هذه اللحظة أدركت الحقيقة كاملة بلا رتوش
وهنا ارتكبت أكبر خطأ في حياتي كلها
تركت طفلتي وأسرعت أعدو إلى السنترال المجاور للمنزل, لأحاول الاتصال بزوجي.. يجب أن أسمع صوته الآن, ويجب أن يعود إلى المنزل اليوم
وصلت إلى السنترال، وطلبت الرقم بأصابع مرتجفة
ومع كل مرة كان يجيبني فيها الرنين المستمر كنت أفقد أعصابي أكثر وأكثر.. أين أنت أيها الوغد؟
وارتفع ذلك الصوت المقيت في أعماقي يردد: لقد مات.. لقد مات.. لقد مات.. لقد مات.. لقد مات.. لقد مات.. لقد مات.. لقد مات.. لقد مات
وبعد محاولات استمرت لساعة كاملة كاملة, أصبح عندي يقين أنني تحولت إلى أرملة.. أرملة مسئولة عن طفلة مخبولة
رنا.. لقد تركتها بمفردها.. يا إلهي
وهكذا عدت أسرع الخطى إلى المنزل وأعصابي تحترق في رأسي, وحين وصلت إلى المنزل كنت أتمنى شيئًا واحدًا
أن أعثر على ابنتي حية
والواقع أنني عثرت عليها حية

الواقع أنني أذكر هذا المشهد بالذات جيداً، فأنا أراه في كل لحظة من حياتي وحتى الآن
الواقع أن أحدًا لن يصدق ما رأيته أنا في تلك اللحظة
كانت ابنتي تقف في صالة المنزل، وعلى وجهها تعبير جاف مخيف, بينما صوتها الخافت ينادي: أمي.. أمي
لم تكن شفتاها تتحركان, لكني كنت أسمع صوتها واضحًا, وحين انتبهت إلى مصدر الصوت الحقيقي, تجمدت الدماء في عروقي
ومأخوذة تجاوزت ابنتي التي تحولت إلى تمثال صامت لم ينطق إلى يومنا هذا, وحملت رأس دمية الدب ذي العينين البرتقاليتين
الرأس الذي ارتفع منه صوت ابنتي الخافت يقول
أمي.. أنا هنا -


تمت
و ان شاء الله القصة القادمة اللون الاصفر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.wainty.com
همس الامواج
مشرفة قسم أستراحة الأعضاء
مشرفة قسم أستراحة الأعضاء
همس الامواج


انثى
عدد المساهمات : 3820
العمر : 33
العمل/الترفيه : ربنا يسهل وتكون ديه اخر سنة واشتغل
الجامعة : جامعة دمنهور
الكلية : كلية التجارة
الفرقة : الرابعة
الشعبة : محاسبة
المحافظة : البحيرة
المدينة : دمنهور
نقاط : 9593
تاريخ التسجيل : 27/10/2008
قوس قزح 800341355

قوس قزح Empty
مُساهمةموضوع: رد: قوس قزح   قوس قزح Emptyالسبت 16 أبريل 2011, 6:26 pm

تسجيل حضور ولي عوده
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
H!M@_HP
عضو مميز
عضو مميز
H!M@_HP


ذكر
عدد المساهمات : 1192
العمر : 33
المزاج : زفـــــــت و الحمد لله
الجامعة : جامعة القاهرة
الكلية : كلية الهندسة
الفرقة : الأولى
الشعبة : بقالي كتير اوي اولى ميكانيكا برضو Sad
تبا
المحافظة : القاهرة
المدينة : maadi
نقاط : 6688
تاريخ التسجيل : 29/09/2009
قوس قزح 800341355

قوس قزح Empty
مُساهمةموضوع: رد: قوس قزح   قوس قزح Emptyالأحد 17 أبريل 2011, 10:31 am

همس الامواج كتب:
تسجيل حضور ولي عوده

نورتي التوبيك يا ضحى بمرورك و منتظر عودتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.wainty.com
H!M@_HP
عضو مميز
عضو مميز
H!M@_HP


ذكر
عدد المساهمات : 1192
العمر : 33
المزاج : زفـــــــت و الحمد لله
الجامعة : جامعة القاهرة
الكلية : كلية الهندسة
الفرقة : الأولى
الشعبة : بقالي كتير اوي اولى ميكانيكا برضو Sad
تبا
المحافظة : القاهرة
المدينة : maadi
نقاط : 6688
تاريخ التسجيل : 29/09/2009
قوس قزح 800341355

قوس قزح Empty
مُساهمةموضوع: رد: قوس قزح   قوس قزح Emptyالثلاثاء 19 أبريل 2011, 10:36 am

أصفر

ﺳﻮف أﺧﺒﺮك ﺑﺎﻟﻘﺼﺔ ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚ ﻻ ﺗﺮﻓﻊ ﺻﻮﺗﻚ إن أﻋﺼﺎﺑﻲ ﻣﺮهقة ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ
وﻻ أﺗﺤﻤﻞ أي ﻧﻮع‬ ‫ﻣﻦ اﻟﺤﻤﺎس ﻳﺘﻄﻮع ﺑﻪ اﻵﺧﺮون ..
ﻓﻲ ﻣﺮاﺟﻊ اﻟﻄﺐ ﻳﻄﻠﻘﻮن ﻋﻠﻴﻬﺎ اﺳﻢ (زاﻧﺜﻮﺑﺴﻴﺎ) وﻗﻠﻴﻠﺔ هي ﺣﺎﻻت (اﻟﺰاﻧﺜﻮﺑﺴﻴﺎ) ﻗﻠﻴﻞ هم اﻷﻃﺒﺎء اﻟﺬﻳﻦ‬ ‫ﺳﻤﻌﻮا عنها ...‬ ‫
ﺗﻘﻮل ﻣﺮاﺟﻊ اﻟﻄﺐ إن ﻣﺮﺿﻰ اﻟﺼﻔﺮاء – ﺣﺎﻻت ﻣﺤﺪودة ﺟﺪا ﻣﻦ ﻣﺮﺿﻰ اﻟﺼﻔﺮاء –
ﻳﺮون اﻟﻌﺎﻟﻢ أﺻﻔﺮ وهناك ‫ﻋﻘﺎﻗﻴﺮ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺗﺴﺒﺐ اﻟﺤﺎﻟﺔ ذاﺗﻬﺎ ..‬ ‫
ﻣﻦ اﻟﻤﺨﻴﻒ أن ﺗﺮى اﻟﻌﺎﻟﻢ و ﻗﺪ ﺻﺎر ﻣﺼﺎﺑﺎ ﺑﻔﻘﺮ اﻟﺪم .. ﻟﻮ رأﻳﺖ هذا ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺔ اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن
ﻷﺻﺎﺑﻚ اﻟﻬﻠﻊ و‬ ‫ﺟﺮﻳﺖ إﻟﻰ أﻗﺮب ﺧﺒﻴﺮ اﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺎت ﻟﻴﻌﺎﻟﺞ هذا اﻟﺨﻠﻞ ،
أﻣﺎ أن ﺗﺮاﻩ ﺑﻌﻴﻨﻴﻚ و أنت ﺗﻌﺮف أن هذا هو ﻣﺎ ﺗﺮاﻩ ﻓﻌﻼ‬ ‫ﻓﺈن هلعك لن ﻳﻮﺻﻒ ﺑﻜﻠﻤﺎت ..‬
أﻣﺎ اﻷكثر إﺛﺎرة ﻟﻠﺘﻮﺟﺲ ﻓﻬﻮ أن هذﻩ ﻟﻴﺴﺖ ﺣﺎﻟﺔ (زاﻧﺜﻮﺑﺴﻴﺎ)
ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺳﺒﺐ ﻳﻔﺴﺮ ﻣﺎ ﺗﺮاﻩ اﻵن .. ﻓﻬﻞ هو‬ ‫اﻟﺠﻨﻮن ؟‬


اسمي: محمد صبري
بدأ كل شيء عندما صحوت من النوم ذلك الصباح فوجدت أن كل شيء في
الكون أصفر فركت عيني مرارا
و اتجهت إلى الحمام و غسلت وجهي و عيني .
غسلتهما حتى احترقتا تقريباً ثم نظرت للكون من حولي :
أصفر ... ماذا دهاني ؟
ماذا حدث ؟

فتحت النافذة و نظرت إلى السماء ..
ما زالت فيها زرقة اختلطت باللون الاصفر
فصار المزيج أقرب للخضرة
من قال إن الاخضر جميل ؟
عدت للداخل و حاولت أن أتماسك .. ثمة شيء ما خطأ ..
كانت أمي قد صحت من النوم
متثائبة خرجت من غرفة النوم ويبدو أن وجهي أثار قلقها
سألتني : ماذا بك ؟
أصفر آرى كل شيء أصفر هل ترين العالم أصفر من حولك ؟
فأجابت بأن كك شيء على ما يرام ..
لابد أنك مرهق ..
إنك تسهر كثيراً مع اصدقائك
قلت و أنا أوسع عيني عن آخرهما لو آنا نقضي أمسياتنا
في احتساء الخمور و تدخين الحشيش و قتل الاطفال
فهذا غير كاف لتبرير ما أراه الان ..

عندما انتصف اليوم صرت حتى واثقا من أن ما أراه لا يراه أحد سواي
ومر الوقت كالكابوس حتى دنا عقرب الساعة من الثانية ..
في هذا الوقت يتثاءب الكهنة و يتجهون – حاملين
أسرارهم – إلى عياداتهم الخاصة ليبيعوها مقابل المال ..
الكثير منه .. و أنا بحاجة إلى لكاهن ... سأمنحه ما يطلب
مقابل أن يمنحني قبسا من علمه ..


الكاهن الذي قصدته هو د (سمير عبد العليم)
دكتوراه في طب العيون
جلست في عيادته أراقب العالم اصفر ..
ماذا لو كُتب علي أن أراه بهذا الشكل ما بقي لي من عمر
.. مستحيل .. ما أراه علامة مرضية لاريب فيها ..
من يريد أن يرى العالم أصفر ما تبقى له من عمر ؟

لهذا حين جلست أمامه في المحراب ، كان آخر شيء أرجوه هو أن يقول لي
" أنت سليم تماما " ولكن ما تخشاه قد حدث ..
إنها لعنة و أنت أول ضحاياها
قلت له في عصبيه لكني أرى العالم أصفر:
قال في حنكه عيناك سليمتان تماما ..
رؤية العالم أصفر تحدث في حالات محدودة جدا
وبالتأكيد أنت لست حالة منها .. قلت له في عصبية والعمل ؟
أشار الى عينه وقال لامشكلة هنا ..
وأشار إلى رأسه بحركة ذات معني و قال المشكلة هنا ..
تعني أنني مجنون ؟
الجنون كلمة ابتذلناها من فرط الاستعمال ..
هناك كلمة أخرى اسمها العصاب توجد أمراض في المخ
تسبب استقبال الحواس بشكل خطأ ..





هكذا فارقته أجر أذيال الخيبة ..
و بحركات آالمنوم مغناطيسيا اتجهت إلى شقة أخرى
في البناية التي تعج بالكهنة .. هذا كان مخ ..لابد أنه يملك الجواب ..
لم يأت رد كاهن المخ سريعا بل أرسلني إلى كهنة آخرين قاموا بفحص رأسي بالاشعة
وفي النهاية قال لي الكاهن الاكبر ما كنت أخشاه : أنت سليم تماما !

لكن ما أراه ليس سليما ..
قال باسما .. إنه إرهاق لاشك فيه
ستتناول بعض المقويات وأعتقد أنك ستشفى خلال أيام ..
أي أنه قال بعد كل هذا الجهد ما قالته أمي التي لا تقرأ و لاتكتب بعد ثانية واحدة ..

ماذا يتعلمون في تلك الكليات إذن ؟


أصفر ..العالم كله أصفر ..
السماء و السيارات والازهار وحقائب الطلبة
والكلاب الضالة و عربات الاطفاء وإشارات المرور .. أصفر ..
أوراقي و ثيابي وشاشة التلفزيون و وجوه أصحابي ..

أنا الوحيد الذي يعاني مشكلة كهذه
وأنا الوحيد القادر على حلها .. سوف أسترجع ما كان في حياتي الشهر الماضي ..


ليلة الخميس كنت عند صديقي .. شريف ..
عندما استبد بنا الملل قلت له إنني أعرف لعبة مسلية حقا ..
هات رقعة من الورق المقوى و اكتب عليها الحروف الابجدية كلها ..
أحضر كوبا مقلوبا اجلسوا يا شباب ..
حول هذه المنضدة و ليضع كل منا إصبعا على قاعدة الكوب
و لنظلم المكان .. سنجرب تحضير روح

شريف كان قلقا لان هذه التجارب تتم في داره لكننا سخرنا منه
وهكذا جلسنا ..
وهكذا مضى الوقت و نحن ننتظر أن يحدث شيء ..
أحيانا كان أحدنا يطلق مواء مفاجئا فنثب في الهواء مترين ..
عندها كان يضحك بينما ننظر له في قسوة ..
لا يستحب المزاح في أمور كهذه .. ننتظر ..
أتبادل النظر مع (عصام) و (جمال)..
أتمنى أن أزحزح الكوب بنفسي لاداعبهما .. لكن دعابة قاسية هي ..




قال شريف كفى .. واضح أن هذه خزعبـــ ....
لكن بدا الكوب يتحرك ..هل في الامر خداع أحد منا يحركه بنفسه .. أنا متأكد من هذا ...
يتجه الكوب إلى حرف الكاف ثم حرف الفاء ثم الياء .. ك , ف , ى
يهتف شريف في حماس ممزوج بالهلع : كفى .. يقول لكم كفى
أ – ن – ت – م – ت – ل – ع – ب – و – ن – ب – ا– ل – ن – ا – ر
س – ت – ح – ل – ب – ك - م – ل – ع – ن – ة –
ا – ل - ش – ي – ا – ط – ي – ن

الكوب يواصل الحركة وهنا فقط لم تتحمل أعصاب شريف أكثر ..
انتهى لا أريد هذه الامور في بيتي .. بالذات لا أريدها في غرفة نومي
صرخ وأضاء النور ثم هتف بنا كفى وحمل الكوب و أطاح به من النافذة ..



قال جمال بصوت مبحوح من فرط التوتر ما رأيكم ؟
قلت كان هناك شيء يقيناً وقد لبى نداءنا
قال عصام وقد بدت عليه الجدية المشكلة هي هل انصرف ؟
نظرت له و نظرت للرقعة و لم أستطع الرد ..
كان هناك شيء وقد أنذرنا بأن لعنة الشياطين ستحل بنا ..
لكننا لم نعرف بعد هل انصرف أم لا ..
الان حينما أفكر في الامر يبدو لي هذا سيناريو لعنة هل لعنة الشياطين حلت بعيني ؟
وماذا عن باقي المتورطين ملوثي الايدي


يتبع ان شاء الله
<<<<<<>>>>>>
ْْْْْْْْْْْْ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.wainty.com
H!M@_HP
عضو مميز
عضو مميز
H!M@_HP


ذكر
عدد المساهمات : 1192
العمر : 33
المزاج : زفـــــــت و الحمد لله
الجامعة : جامعة القاهرة
الكلية : كلية الهندسة
الفرقة : الأولى
الشعبة : بقالي كتير اوي اولى ميكانيكا برضو Sad
تبا
المحافظة : القاهرة
المدينة : maadi
نقاط : 6688
تاريخ التسجيل : 29/09/2009
قوس قزح 800341355

قوس قزح Empty
مُساهمةموضوع: رد: قوس قزح   قوس قزح Emptyالخميس 05 مايو 2011, 9:30 pm

أسترجع ما كان في حياتي الشهر الماضي .
في مكتب الدكتور داود أستاذ الكيمياء في كليتي لقد استدعاني
– ليوبخني طبعا – في ذلك الثلاثاء الحار دخلت المكتب
فلم أجده لكني قدرت أنه عائد حالا .. هناك كوب ماء على مكتبه و قدح قهوة ساخن .
هكذا سمحت لنفسي بالجلوس .
رحت أتأمل صور أسرته على الجدار من الغريب أن لهذا الرجل أسرة مثلنا ..
يلبس المنامة و يجيس أمام التلفزيون لم يولد من بطن أمه بالمعطف الابيض
وتحت إبطه مظروف أوراق الامتحانات .. الطقس حار فعلاً ..
هكذا مددت يدي إلى كوب الماء و جرعت جرعة لابأس بها
منذ طفولتي أعاني تلك المشكلة .. أنا أشرب أولا ثم أتذوق بعد هذا
وأدركت أن هذا الذي شربته ليس ماء ..
إنه سائل كريه له مذاق الزئبق لو كان للزئبق مذاق بصقت في منديلي
ثم نسيت الامر لان الرجل دخل المكتب لحظتها فهببت واقفا .
قال لي وهو يخرج شيئاً من جيبه .. آه .. هأنتذا أتيت يا أبا جهل ..
إن درجاتك في امتحان أعمال السنة ... ثم وثب و نظر إلى الكوب الفارغ
و هتف : من فعل هذا ؟
كنت أعرف أنني سألام على شيء ما فهززت راسي في غباء بانني
لا اعرف: قال وهو يعيد تفحص الكوب
غريب هذا , كان خطأ فادحا أن أضع المحلول في كوب ماء
لكنني لم أتوقع أن يدخل أحدهم مكتبي ..





هذا ما تفعله الامهات الجاهلات حينما يضعن صودا الغسيل في أكواب الماء
لتبدو كاللبن ، ويشربها الاطفال .. كل حالات احتراق المريء في مصر
تعود لهذا السبب الغبي ..وأنا فعلت الشيء ذاته
سالته في حذر وأنا اتحسس بطني هل ما كان في الكوب صودا غسيل يا سيدي ؟
ليته كان كذلك .. إنها تجربة أقوم بها حاليا و نتائجها هي .........
ثم بدأ عليه نفاذ الصبر وقال أنا متعكر المزاج الان .. عد لي في وقت آخر
متعكر المزاج منذ متى لم يكن كذلك ..؟
الان أتذكر هذا الحادث و اسأل نفسي
هل السائل الذي كان في كوب الماء له علاقة بما يحدث لي ألان

أسترجع ما كان في حياتي اشهر الماضي ..
سلوى الفتاة التي صارت كل شيء في حياتي تسند رأسها إلى الشجرة
لم أرى حتى هذه اللحظة إنسانا أو جمادا أو مكانا أو حلما أجمل وأرق منها
لقد ذهبت بصوابي تماماً .
أدنو منها و أهمس في أذنها كم أحبها ..

قالت في أسى: أعرف .. لو أنك عرفت حقيقتي ..
لو عرفت من أنا حقا فلربما بدلت هذا الرأي
تنظر في شرود على الافق و تهمس ( هذا مشهد من فيلم عربي )
هل ستصارحني بأن أمها راقصة أو أن أباها هو خُط الصعيد ؟
تقول و هي تتنهد:
أنا من عالم آخر .. أرى الاشياء ليس كما ترونها أنتم ..
أسمع الاصوات ليس كما تسمعونها أنتم .. أنا مختلفة .. هل تفهم هذا ؟



فعلاً هي مختلفة .. منذ جاءت إلى الكلية منذ ثلاثة أشهر
وكل واحد منا يدرك أنها مختلفة .. لقد جاءت من عالم آخر فعلاً ..
قلت : أتمنى أن أكون معك في هذا العالم قالت وهي تنظر لي في شفقة :
لن تحب هذا يا مسكين .. ربما تصحو يوما فتجد السماء خضراء والعشب أحمر
ربما تسمع رائحة الياسمين و تشم النجوم !!
قلت : ما دمت معك فلا أبالي لو شممت نهق الحمير وسمعت الطين ضحكت كثيراً
ثم قالت لي في ثبات : هل أنت متأكد ؟
نعم متأكد
مدت لي إصبعها وهمست هلم ..
اجرح إصبعي و سأجرح إصبعك .. ثم نتبادل الدماء
وبهذا تصير من عالمي و أصير من عالمك
لم يبدو لي الامر صحياً ...
إن التهاب الكبد الوبائي ينتقل بطريقة مماثلة على ما أذكر .:




لكن الرومانسية جعلت كك شيء ممكن و فعلت كما طلبت وامتزج دمينا
قلت لنفسي وقتها إنها رومانسية وكل الرومانسيات يقلن الكلام ذاته ..
لكن الان يتصلب شعر رأسي – ماذا لو لم تكن تمزح ؟
ترى الاشياء لا كما نراها نحن .. السماء خضراء ..
ترى أين كانت سلوى قبل أن تظهر في كليتنا ؟
لا أحد يعرف عنوانها أو رقم هاتفها و لم يرها أحد تأكل أو تشرب من قبل
وأنا خلطت دمي بدمها



أسترجع ما كان في حياتي الشهر الماضي
صديقي علاء هو الذي فتح اللفافة ..
قال لي ضاحكا : لم يجرؤ أحد على فتحها قط ..
ضحكت بدوري في تهكم و تحسستها .. كان ملمسها مخيفا فعلاً ..
قلت له في قلق هذه تهمة خطيرة سرقة آثار لايمكن إنكارها ..
قال وهو يضع اللفافه في يدي:
من سرق ماذا ؟
قلت لك إنني وجدتها في الاقصر .. و لو لم أدسها في جيبي لفعل أحدهم نفس الشيء
رددت في شغف هل تعرف شيئا عنها ؟ وإلى أي أسرة تنتمي

مط شفته السفلى بمعنى انه لايعرف ثم اضاف ساخراً :
تتظاهر بالعبقرية ..
ولو قلت لك إنها من الاسرة السادسة مثلا لما فهمت شيئاً
وما استفت من هذه المعلومة ..
ثم اردف وهو ينظر حوله في حذر : هذه الاشياء تكون ملعونة ..
رأيي الخاص ألا نجازف بفتحها قلت في ضيق :
وهل تريد أن نبقيها للابد كحرز ؟ لا أعرف ..
الفضول قتل القط و أنا قط كبير
مددت يدي أعالج أربطة الكتان المحيطة بها ..
كانت هناك لوحة على صدر الشيء لوحة دقيقة أنيقة تمثل عين (رع)
و قد خرجت منها إشعاعات صفراء .. كأنها شمس أخرى ..


جميلة .. تحفة فنية .. لكن ما معناها ؟ غالبا تعد بأن (رع)
سيخرب بيت من يفتح هذه اللفافة واصلت الفتح ..
أخيرا بدا لنا الجعران العملاق بحجم كف يدك .. كان مثيرا للاشمئزاز لكنه
جعل أنفاسنا تخفق في انبهار ..
قلت لعلاء : كما ترى .. لم يحدث لنا شيء ..
لا أعتقد أن الفراعنة كان عندهم وقت كاف لحماية مومياء جعران ..
اليوم أفكر في الامر مليا .. لماذا عين ( رع ) .. و لماذا اللون الاصفر ؟



أسترجع ما كان في حياتي الشهر الماضي
هل هي لعنة الشياطين حلت بشاب عابث يلعب بالنار ؟
أم هي وصفة آيميائية شريرة ذات آثار جانبية مخيفة ?
أم أنني عبرت عالم (سلوى) و صرت منه ..
عالم الذين يرون كل شيء بلون مختف ؟
أم أن لعنة كهنة ( رع ) أصابتني ..؟
أم أنه لا تفسير هناك ؟


كل شيء من حولي أصفر
.. الكتب .. الابواب .. رجال الشرطة .. القطط .. السماء .. السيارات ..
الازهار .. حقائب الطلبة .. وجهي في المرآة .. الكلاب الضالة ..
عربات الاطفاء .. أوراقي .. شاشة التلفزيون .. وجوه أصحابي .
. ساعة الحائط .. أوراق العملة .. الحديقة .. ثوب أمي .. شعر أبي ..
الهاتف .. متاجر وسط البلد .. الشاي .. القهوة .. السجائر .. الجعران ..
معطف الدكتور ( داود ).. أصفر ..?

و أنا جالس في غرفتي وحيدا أسترجع خيط الاحداث وأفكر ..

ما الشيء الذي جعلني أرى العالم اصفر ..؟

أنا لا أعرف أيا من تلك الاحداث جعلني هكذا


فهل تعرف أنت ؟::


تمت

القصة القادمة اللون الاخضر ان شاء الله
ْْْْْْْْْْْْْْْ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.wainty.com
 
قوس قزح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى طلاب كلية التجارة بدمنهور :: «۩۞۩-ركن أعضاء المنتدى-۩۞۩» :: القصص والروايات-
انتقل الى: