{
وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ (44)}: هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ: هل من طريق للرجوع إلى الدنيا لطاعة الله
{
وَتَرَاهُمْ}: يا محمّد
{
يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا}: على النّار -
وقانا الله وإياكم منها -
{
خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ}: خاضعين من الذل
{
يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ}: يسارقون النظر إلى النار خوفاً منها
{
وَقَالَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ (45)}: مُقِيمٍ: دائم لا ينقطع
{
وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِيَاءَ يَنْصُرُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ}: وما كان لهؤلاء الكفار من أعوان وأنصار
{
وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ سَبِيلٍ (46)}: أي ومن يخذله الله عن طريق الحق بسبب كفره فليس له من طريق للوصول إليه وليس له طريق ينجيه من سوء المصير
{
اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ}: لا مَرَدَّ: لا شئ يرد مجيئه
{
مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ}: يومها ليس لكم من ملجأ ينجيكم من العذاب إذا ظللتم على الكفر
{
وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ (47)}: لا تقدرون أن تنكروا شيئاً من أعمالكم
{
فَإِنْ أَعْرَضُوا}: عن الإيمان الذي جئتهم به يا محمّد
{
فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا}: حَفِيظًا: رقيباً ومهيمناً
{
إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ الْبَلاغُ}: ما عليك إلا أن تبلّغ قومك ما أُرسلت به من الهدى
{
وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الإِنْسَانَ كَفُورٌ (48)}: كَفُورٌ: جحود لنعم ربه, والكفور الذي يكون مبالغاً في الكفران
{
لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا}: يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا: يخص البعض بالإناث
{
وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49)}: يخص البعض بالذكور
{
أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا}: التزويج هنا معناه: الجمع بين البنين والبنات, أي يعطي سبحانه من يشاء الصنفين معاً ذكوراً وإناثاً
{
وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا}: العقيم الذي لا يولد له ولد
{
إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50)}: إنه سبحانه ذو علم بما يخلق وعلمه محيط بكل شئ, وهو القادر على خلق ما يشاء
{
وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيًا}: وَحْيًا: إلهاماً, أو قذفاً في القلب, أو رؤيا في المنام
{
أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ}: أي يسمع كلام الله دون أن يراه
{
أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ}: رَسُولاً: ملكا من الملائكة
{
إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51)}: إنه سبحانه ذو عُلو على كل شئ ومتعال عن صفات النقص, حكيم في كل أفعاله
{
وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا}: رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا: هو القرآن الذي هو للقلوب بمنزلة الأرواح للأبدان
{
مَا كُنْتَ تَدْرِي}: الخطاب لسيدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم
{
مَا الْكِتَابُ}: ما هو القرآن
{
وَلا الإِيـمَانُ}: وما هي أسس الإيمان و صفات الله
{
وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52)}: صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ: دين قويم وهو دين الإسلام
{
صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ}: أي طريق الله الذي له وحده ملك السموات والأرض خلقاً وتدبيراً
{
أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأُمُورُ (53)}: ألا إلى الله تصير أموركم في الآخرة فيقضي بينكم بالعدل ويكافئ المحسن بإحسانه والمسئ على إساءته
- اللهم اجعلنا من الذين إذا أحسنوا ازدادوا وإذا أساءوا استغفروا -
صدق الله العظيم
-------------------
المرجع : روح القرآن الكريم تفسير جزء الشُّورى، عفيف عبد الفتّاح طبّارة