منتدى طلاب كلية التجارة بدمنهور
أهلا ومرحبا بكم معنا في منتدى طلاب كلية التجارة بدمنهور
إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط على زر التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا كنت عضو في المنتدى فتكرم بالضغط على زر الدخول وتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
منتدى طلاب كلية التجارة بدمنهور
أهلا ومرحبا بكم معنا في منتدى طلاب كلية التجارة بدمنهور
إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط على زر التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا كنت عضو في المنتدى فتكرم بالضغط على زر الدخول وتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
منتدى طلاب كلية التجارة بدمنهور
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى طلاب كلية التجارة بدمنهور

مرحباً بك يا زائر - ونرحب بالعضو الجديد Yasmina

 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
تاريخ/ساعة اليوم : الخميس 28 مارس 2024, 7:54 pm


 

 هتعرف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
احمد الشافعى
عضو مبتدئ
عضو مبتدئ
احمد الشافعى


ذكر
عدد المساهمات : 28
العمر : 34
الجامعة : جامعة دمنهور
الكلية : كلية التجارة
الفرقة : الثالثة
الشعبة : محاسبه
المحافظة : البحيرة
المدينة : رشيد
نقاط : 5300
تاريخ التسجيل : 10/11/2009
هتعرف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ 800341355

هتعرف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: هتعرف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟   هتعرف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ Emptyالثلاثاء 16 مارس 2010, 3:47 pm

سورة الاخلاص

عارفها؟؟؟؟؟

السورة رقم 112 فى المصحف

قرأتها قبل كده؟؟؟ اكيد ...............بس يا ترى فاهم معناها

لو فاهم معناها جاوب



1- يقول الله تعالى (قل هو الله احد) ما معنى كلمة (احد) هل تعنى الوحدانية الكاملة لله؟؟؟ ما هو ممكن اقول احد السيارات او احد الاشخاص؟؟؟؟ إذا هى كلمة لا تعنى التوحيد المطلق لله؟؟؟؟ جاوب يا معلم

2-يقول الله تعالى (الله الصمد) ما معنى كلمة صمد؟؟؟؟؟؟

3_يقول الله تعالى (لم يلد و لم يولد) الترتيب النطقى انه يقول لم يولد و لم يلد لان فى الاصل مثلا الانسان بيتولد و بعد كده بيولد ابوه و امه بيخلفوه و بعدين هو بيخلف؟؟؟؟ الصح ان يقول الله لم يولد و لم يلد؟؟؟؟؟

و برضه الله نفى الكلام ف الماضى يعنى نفى انه لم يلد ؟؟؟؟؟ بس ممكن فى الحاضر يلد؟؟؟ لم ياتى نفى للمستقبل؟؟


4- ما معنى قوله تعالى (و لم يكن له كفوا احد)؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


مين هيعرف يجااااااااااااوب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟




و الى يجاوب يجاوب بالدليل لانه لا يجوز ان تتكلم فى القرأن بناء على توقعك او تحاول تجرب تجاوب او تألف اجابة

يقول الصديق رضى الله عنه (من اجتهد فى القرأن فاصاب فقد اخطأ)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
YouniS HamdY
نائب المدير
نائب المدير
YouniS HamdY


ذكر
عدد المساهمات : 28954
العمر : 32
العمل/الترفيه : بدور والله
المزاج : زفت زفت زفت
الجامعة : جامعة دمنهور
الكلية : كلية التجارة
الفرقة : الرابعة
الشعبة : محاسبه وافتخر
المحافظة : البحيرة
المدينة : شيراخيت
نقاط : 34019
تاريخ التسجيل : 06/01/2009
هتعرف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ 800341355



هتعرف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: هتعرف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟   هتعرف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ Emptyالثلاثاء 16 مارس 2010, 3:59 pm





ف الحقيقه مش عارف


وياريت حضرتك

تمدنا بالاجابه



وجزاك الله عنا كل الخير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://damcommerce.yoo7.com
صرخات الرحيل
مشرفة سابقة
مشرفة سابقة
avatar


انثى
عدد المساهمات : 1448
العمر : 33
الجامعة : جامعة طنطا
الكلية : كلية الحقوق
الفرقة : الثالثة
الشعبة : ؟؟؟؟
المحافظة : كفر الشيخ
المدينة : ؟؟؟؟؟
نقاط : 7031
تاريخ التسجيل : 29/01/2010
هتعرف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ 800341355

هتعرف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: هتعرف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟   هتعرف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ Emptyالجمعة 19 مارس 2010, 12:56 pm

تفسير الجلالين:


قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ
" قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد " سُئِلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَبّه فَنَزَلَ " قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد " فَاَللَّه خَبَر هُوَ وَأَحَد بَدَل مِنْهُ أَوْ خَبَر ثَانٍ
تفسير الطبرى:


قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد } ذُكِرَ أَنَّ الْمُشْرِكِينَ سَأَلُوا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَسَب رَبّ الْعِزَّة , فَأَنْزَلَ اللَّه هَذَا السُّورَة جَوَابًا لَهُمْ . وَقَالَ بَعْضهمْ : بَلْ نَزَلَتْ مِنْ أَجْل أَنَّ الْيَهُود سَأَلُوهُ , فَقَالُوا لَهُ : هَذَا اللَّه خَلْق الْخَلْق , فَمَنْ خَلَقَ اللَّه ؟ فَأُنْزِلَتْ جَوَابًا لَهُمْ . ذِكْر مَنْ قَالَ : أُنْزِلَتْ جَوَابًا لِلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ سَأَلُوهُ أَنْ يُنْسِب لَهُمْ الرَّبّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى . 29613 -حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مَنِيع الْمَرْوَزِيّ وَمَحْمُود بْن خِدَاش الطَّالَقَانِيّ , قَالَا : ثَنَا أَبُو سَعِيد الصَّنْعَانِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو جَعْفَر الرَّازِيّ , عَنْ الرَّبِيع بْن أَنَس , عَنْ أَبِي الْعَالِيَة , عَنْ أُبَيّ بْن كَعْب , قَالَ : قَالَ الْمُشْرِكُونَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اُنْسُبْ لَنَا رَبّك , فَأَنْزَلَ اللَّه : { قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد اللَّه الصَّمَد } . 29614- حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا يَحْيَى بْن وَاضِح , قَالَ : ثَنَا الْحُسَيْن , عَنْ يَزِيد , عَنْ عِكْرِمَة , قَالَ : إِنَّ الْمُشْرِكِينَ قَالُوا : يَا رَسُول اللَّه أَخْبِرْنَا عَنْ رَبّك , صِفْ لَنَا رَبّك مَا هُوَ , وَمِنْ أَيّ شَيْء هُوَ ؟ فَأَنْزَلَ اللَّه : { قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد } إِلَى آخِر السُّورَة . 29615 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مِهْرَان , عَنْ أَبِي جَعْفَر , عَنْ الرَّبِيع , عَنْ أَبِي الْعُلَيَّة { قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد اللَّه الصَّمَد } قَالَ : قَالَ ذَلِكَ قَتَادَة الْأَحْزَاب : اُنْسُبْ لَنَا رَبّك , فَأَتَاهُ جِبْرِيل بِهَذِهِ . 29616 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَوْف , قَالَ : ثَنَا شُرَيْح , قَالَ : ثَنَا إِسْمَاعِيل بْن مَجَالِد , عَنْ مُجَالِد , عَنْ الشَّعْبِيّ , عَنْ جَابِر قَالَ : قَالَ الْمُشْرِكُونَ : اُنْسُبْ لَنَا رَبّك , فَأَنْزَلَ اللَّه { قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد } . ذِكْر مَنْ قَالَ : نَزَلَ ذَلِكَ مِنْ أَجْل مَسْأَلَة الْيَهُود : 29617 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا سَلَمَة , قَالَ : ثَنِي اِبْن إِسْحَاق , عَنْ مُحَمَّد , عَنْ سَعِيد , قَالَ : أَتَى رَهْط مِنْ الْيَهُود النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالُوا : يَا مُحَمَّد هَذَا اللَّه خَلَقَ الْخَلْق , فَمَنْ خَلَقَهُ ؟ فَغَضِبَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى اِنْتَقَعَ لَوْنه ; ثُمَّ سَاوَرَهُمْ غَضَبًا لِرَبِّهِ , فَجَاءَهُ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَسَكَّنَهُ , وَقَالَ : اِخْفِضْ عَلَيْك جَنَاحك يَا مُحَمَّد , وَجَاءَهُ مِنْ اللَّه جَوَاب مَا سَأَلُوهُ عَنْهُ . قَالَ : يَقُول اللَّه : { قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد اللَّه الصَّمَد لَمْ يَلِد وَلَمْ يُولَد وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد } فَلَمَّا تَلَا عَلَيْهِمْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالُوا : صِفْ لَنَا رَبّك كَيْفَ خَلْقه , وَكَيْفَ عَضُده , وَكَيْفَ ذِرَاعه , فَغَضِبَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدّ مِنْ غَضَبه الْأَوَّل , وَسَاوَرَهُمْ غَضَبًا , فَأَتَاهُ جِبْرِيل فَقَالَ لَهُ مِثْل مَقَالَته , وَأَتَاهُ بِجَوَابِ مَا سَأَلُوهُ عَنْهُ : { وَمَا قَدَرُوا اللَّه حَقّ قَدْره وَالْأَرْض جَمِيعًا قَبْضَته يَوْم الْقِيَامَة وَالسَّمَوَات مَطْوِيَّات بِيَمِينِهِ سُبْحَانه وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } . 29618 -حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مِهْرَان , عَنْ سَعِيد اِبْن أَبِي عَرُوبَة , عَنْ قَتَادَة , قَالَ : جَاءَ نَاس مِنْ الْيَهُود إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالُوا : اُنْسُبْ لَنَا رَبّك , فَنَزَلَتْ : { قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد } حَتَّى خَتَمَ السُّورَة . فَتَأْوِيل الْكَلَام إِذَا كَانَ الْأَمْر عَلَى مَا وَصَفْنَا : قُلْ يَا مُحَمَّد لِهَؤُلَاءِ السَّائِلِينَ عَنْ نَسَب رَبّك وَصِفَته , وَمِنْ خَلْقه : الرَّبّ الَّذِي سَأَلْتُمُونِي عَنْهُ , هُوَ اللَّه الَّذِي لَهُ عِبَادَة كُلّ شَيْء , لَا تَنْبَغِي الْعِبَادَة إِلَّا لَهُ , وَلَا تَصْلُح لِشَيْءٍ سِوَاهُ . وَاخْتَلَفَ أَهْل الْعَرَبِيَّة فِي الرَّافِع { أَحَد } فَقَالَ بَعْضهمْ : الرَّافِع لَهُ " اللَّه " , و " هُوَ " عِمَاد , بِمَنْزِلَةِ الْهَاء فِي قَوْله : { إِنَّهُ أَنَا اللَّه الْعَزِيز الْحَكِيم } . وَقَالَ آخَر مِنْهُمْ : بَلْ " هُوَ " مَرْفُوع , وَإِنْ كَانَ نَكِرَة بِالِاسْتِئْنَافِ , كَقَوْلِهِ : هَذَا بَعْلِي شَيْخ , وَقَالَ : هُوَ اللَّه جَوَاب لِكَلَامِ قَوْم قَالُوا لَهُ : مَا الَّذِي تَعْبُد ؟ فَقَالَ : هُوَ اللَّه , ثُمَّ قِيلَ لَهُ : فَمَا هُوَ ؟ قَالَ : هُوَ أَحَد . وَقَالَ آخَرُونَ { أَحَد } بِمَعْنَى : وَاحِد , وَأَنْكَرَ أَنْ يَكُون الْعِمَاد مُسْتَأْنَفًا بِهِ , حَتَّى يَكُون قَبْله حَرْف مِنْ حُرُوف الشَّكّ , كَظَنَّ وَأَخَوَاتهَا , وَكَانَ وَذَوَاتهَا , أَوْ إِنَّ وَمَا أَشْبَهَهَا , وَهَذَا الْقَوْل الثَّانِي هُوَ أَشْبَه بِمَذَاهِب الْعَرَبِيَّة . وَاخْتَلَفَتْ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة ذَلِكَ , فَقَرَأَتْهُ عَامَّة قُرَّاء الْأَمْصَار { أَحَدٌ اللَّه الصَّمَد } بِتَنْوِينِ " أَحَد " , سِوَى نَصْر بْن عَاصِم , وَعَبْد اللَّه اِبْن أَبِي إِسْحَاق , فَإِنَّهُ رُوِيَ عَنْهُمَا تَرْك التَّنْوِين : " أَحَدُ اللَّهُ " ; وَكَأَنَّ مَنْ قَرَأَ ذَلِكَ كَذَلِكَ , قَالَ : نُون الْإِعْرَاب إِذَا اِسْتَقْبَلَتْهَا الْأَلِف وَاللَّام أَوْ سَاكِن مِنْ الْحُرُوف حُذِفَتْ أَحْيَانًا , كَمَا قَالَ الشَّاعِر : كَيْفَ نَوْمِي عَلَى الْفِرَاش وَلَمَا تَشْمَل الشَّام غَار شَعْوَاء تُذْهِل الشَّيْخ عَنْ بَنِيهِ وَتُبْدِي عَنْ خِدَام الْعَقِيلَة الْعَذْرَاء يُرِيد : عَنْ خُدَّام الْعَقِيلَة . وَالصَّوَاب فِي ذَلِكَ عِنْدنَا : التَّنْوِين , لِمَعْنَيَيْنِ : أَحَدهمَا أَفْصَح اللُّغَتَيْنِ , وَأَشْهَر الْكَلَامَيْنِ , وَأَجْوَدهمَا عِنْد الْعَرَب . وَالثَّانِي : إِجْمَاع الْحُجَّة مِنْ قُرَّاء الْأَمْصَار عَلَى اِخْتِيَار التَّنْوِين فِيهِ , فَفِي ذَلِكَ مُكْتَفًى عَنْ الِاسْتِشْهَاد عَلَى صِحَّته بِغَيْرِهِ . وَقَدْ بَيَّنَّا مَعْنَى قَوْله " أَحَد " فِيمَا مَضَى , بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَته فِي هَذَا الْمَوْضِع .
تفسير القرطبى:


قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ
أَيْ الْوَاحِد الْوِتْر , الَّذِي لَا شَبِيه لَهُ , وَلَا نَظِير وَلَا صَاحِبَة , وَلَا وَلَد وَلَا شَرِيك . وَأَصْل " أَحَد " : وَحَد ; قُلِبَتْ الْوَاو هَمْزَة . وَمِنْهُ قَوْل النَّابِغَة : بِذِي الْجَلِيل عَلَى مُسْتَأْنِس وَحَد وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي سُورَة " الْبَقَرَة " الْفَرْق بَيْن وَاحِد وَأَحَد , وَفِي كِتَاب " الْأَسْنَى , فِي شَرْح أَسْمَاء اللَّه الْحُسْنَى " أَيْضًا مُسْتَوْفًى . وَالْحَمْد لِلَّهِ . و " أَحَد " مَرْفُوع , عَلَى مَعْنَى : هُوَ أَحَد . وَقِيلَ : الْمَعْنَى : قُلْ : الْأَمْر وَالشَّأْن : اللَّه أَحَد . وَقِيلَ : " أَحَد " بَدَل مِنْ قَوْله : " اللَّه " . وَقَرَأَ جَمَاعَة " أَحَد اللَّه " بِلَا تَنْوِين , طَلَبًا لِلْخِفَّةِ , وَفِرَارًا مِنْ اِلْتِقَاء السَّاكِنَيْنِ ; وَمِنْهُ قَوْل الشَّاعِر : وَلَا ذَاكِر اللَّه إِلَّا قَلِيلَا
الله الصمد
تفسير الجلالين:[size=29]اللَّهُ الصَّمَدُ[/size]
" اللَّه الصَّمَد " مُبْتَدَأ وَخَبَر أَيْ الْمَقْصُود فِي الْحَوَائِج عَلَى الدَّوَام
تفسير الطبرى:


اللَّهُ الصَّمَدُ
وَقَوْله : { اللَّه الصَّمَد } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : الْمَعْبُود الَّذِي لَا تَصْلُح الْعِبَادَة إِلَّا لَهُ الصَّمَد . وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي مَعْنَى الصَّمَد , فَقَالَ بَعْضهمْ : هُوَ الَّذِي لَيْسَ بِأَجْوَف , وَلَا يَأْكُل وَلَا يَشْرَب . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 29616 - حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن الْأَسْوَد , قَالَ : ثَنَا مُحَمَّد بْن رَبِيعَة , عَنْ سَلَمَة بْن سَابُور , عَنْ عَطِيَّة , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَالَ : الصَّمَد : الَّذِي لَيْسَ بِأَجْوَف . 29620 - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا عَبْد الرَّحْمَن , قَالَ : ثَنَا سُفْيَان , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد , قَالَ : الصَّمَد : الْمُصْمَت الَّذِي لَا جَوْف لَهُ . * -حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا وَكِيع , عَنْ سُفْيَان , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد , مِثْله سَوَاء . * - حَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَالَ : الصَّمَد : الْمُصْمَت الَّذِي لَيْسَ لَهُ جَوْف . * - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا عَبْد الرَّحْمَن وَوَكِيع , قَالَا : ثَنَا سُفْيَان , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَالَ : الصَّمَد : الَّذِي لَا جَوْف لَهُ . * - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا وَكِيع ; وَحَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مِهْرَان جَمِيعًا , عَنْ سُفْيَان , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , مِثْله . 29621 - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا عَبْد الرَّحْمَن , قَالَ : ثَنَا الرَّبِيع بْن مُسْلِم , عَنْ الْحَسَن , قَالَ : الصَّمَد : الَّذِي لَا جَوْف لَهُ . 29622 - قَالَ : ثَنَا الرَّبِيع بْن مُسْلِم , عَنْ إِبْرَاهِيم بْن مَيْسَرَة , قَالَ : أَرْسَلَنِي مُجَاهِد إِلَى سَعِيد بْن جُبَيْر أَسَالَهُ عَنْ الصَّمَد , فَقَالَ : الَّذِي لَا جَوْف لَهُ . 29623 - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا يَحْيَى , قَالَ : ثَنَا إِسْمَاعِيل اِبْن أَبِي خَالِد , عَنْ الشَّعْبِيّ , قَالَ : الصَّمَد الَّذِي لَا يَطْعَم الطَّعَام . * - حَدَّثَنَا يَعْقُوب , قَالَ : ثَنَا هُشَيْم , عَنْ إِسْمَاعِيل اِبْن أَبِي خَالِد , عَنْ الشَّعْبِيّ أَنَّهُ قَالَ : الصَّمَد : الَّذِي لَا يَأْكُل الطَّعَام , وَلَا يَشْرَب الشَّرَاب . 29624 -حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب وَابْن بَشَّار , قَالَا : ثَنَا وَكِيع , عَنْ سَلَمَة بْن نُبَيْط , عَنْ الضَّحَّاك , قَالَ : الصَّمَد : الَّذِي لَا جَوْف لَهُ . 29625 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا اِبْن أَبِي زَائِدَة , عَنْ إِسْمَاعِيل , عَنْ عَامِر , قَالَ : الصَّمَد : الَّذِي لَا يَأْكُل الطَّعَام . 29626- حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار وَزَيْد بْن أَخْزَم , قَالَا : ثَنَا اِبْن دَاوُد , عَنْ الْمُسْتَقِيم بْن عَبْد الْمَلِك , عَنْ سَعِيد بْن الْمُسَيِّب قَالَ : الصَّمَد : الَّذِي لَا حَشْوَة لَهُ . * - حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : ثَنَا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : الصَّمَد : الَّذِي لَا جَوْف لَهُ . 29627 - حَدَّثَنِي الْعَبَّاس اِبْن أَبِي طَالِب , قَالَ : ثَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر بْن رُومِيّ , عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن سَعِيد قَائِد الْأَعْمَش , قَالَ : ثَنِي صَالِح بْن حَيَّان , عَنْ عَبْد اللَّه بْن بُرَيْدَة , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ : لَا أَعْلَمهُ إِلَّا قَدْ رَفَعَهُ , قَالَ : الصَّمَد الَّذِي لَا جَوْف لَهُ . * -حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا بِشْر بْن الْمُفَضَّل , عَنْ الرَّبِيع بْن مُسْلِم , قَالَ : سَمِعْت الْحَسَن يَقُول : الصَّمَد : الَّذِي لَا جَوْف لَهُ . 29628 -حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ عِكْرِمَة , قَالَ : الصَّمَد : الَّذِي لَا جَوْف لَهُ . وَقَالَ آخَرُونَ : هُوَ الَّذِي لَا يَخْرُج مِنْهُ شَيْء . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 29629 - حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ : ثَنَا اِبْن عُلَيَّة , عَنْ أَبِي رَجَاء قَالَ : سَمِعْت عِكْرِمَة , قَالَ فِي قَوْله : الصَّمَد : الَّذِي لَمْ يَخْرُج مِنْهُ شَيْء , وَلَمْ يَلِد , وَلَمْ يُولَد . * -حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر , قَالَ : ثَنَا شُعْبَة , عَنْ أَبِي رَجَاء مُحَمَّد بْن يُوسُف , عَنْ عِكْرِمَة قَالَ : الصَّمَد : الَّذِي لَا يَخْرُج مِنْهُ شَيْء . وَقَالَ آخَرُونَ : هُوَ الَّذِي لَمْ يَلِد وَلَمْ يُولَد . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 29630 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مِهْرَان , عَنْ أَبِي جَعْفَر , عَنْ الرَّبِيع , عَنْ أَبِي الْعَالِيَة , قَالَ : الصَّمَد : الَّذِي لَمْ يَلِد وَلَمْ يُولَد , لِأَنَّهُ لَيْسَ شَيْء يَلِد إِلَّا سَيُورَثُ , وَلَا شَيْء يُولَد إِلَّا سَيَمُوتُ , فَأَخْبَرَهُمْ تَعَالَى ذِكْره أَنَّهُ لَا يُورَث وَلَا يَمُوت . 29631 - حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مَنِيع وَمَحْمُود بْن خِدَاش قَالَا : ثَنَا أَبُو سَعِيد الصَّنْعَانِيّ , قَالَ : قَالَ الْمُشْرِكُونَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اُنْسُبْ لَنَا رَبّك فَأَنْزَلَ اللَّه : { قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد اللَّه الصَّمَد لَمْ يَلِد وَلَمْ يُولَد وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد } لِأَنَّهُ لَيْسَ شَيْء يُولَد إِلَّا سَيَمُوتُ , وَلَيْسَ شَيْء يَمُوت إِلَّا سَيُورَثُ , وَإِنَّ اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ لَا يَمُوت وَلَا يُورَث { وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد } : وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَبِيه وَلَا عَدْل , وَلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء . 29632 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا وَكِيع , عَنْ أَبِي مَعْشَر , عَنْ مُحَمَّد بْن كَعْب : الصَّمَد : الَّذِي لَمْ يَلِد وَلَمْ يُولَد , وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد . وَقَالَ آخَرُونَ : هُوَ السَّيِّد الَّذِي قَدْ اِنْتَهَى سُؤْدَده . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 29633 - حَدَّثَنِي أَبُو السَّائِب , قَالَ : ثَنِي أَبُو مُعَاوِيَة , عَنْ الْأَعْمَش , عَنْ شَقِيق , قَالَ : الصَّمَد : هُوَ السَّيِّد الَّذِي قَدْ اِنْتَهَى سُؤْدَده . 29634 -حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب وَابْن بَشَّار وَابْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالُوا : ثَنَا وَكِيع , عَنْ الْأَعْمَش , عَنْ أَبِي وَائِل , قَالَ : الصَّمَد : السَّيِّد الَّذِي قَدْ اِنْتَهَى سُؤْدَده ; وَلَمْ يَقُلْ أَبُو كُرَيْب وَابْن عَبْد الْأَعْلَى سُؤْدَده . * - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ الْأَعْمَش , عَنْ أَبِي وَائِل مِثْله . 29635 - حَدَّثَنَا عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , فِي قَوْله : { الصَّمَد } يَقُول : السَّيِّد الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي سُؤْدَده , وَالشَّرِيف الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي شَرَفه , وَالْعَظِيم الَّذِي قَدْ عَظُمَ فِي عَظَمَته , وَالْحَلِيم الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي حِلْمه , وَالْغَنِيّ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي غِنَاهُ , وَالْجَبَّار الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي جَبَرُوته , وَالْعَالِم الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي عِلْمه , وَالْحَكِيم الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي حِكْمَته , وَهُوَ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي أَنْوَاع الشَّرَف وَالسُّؤْدَد , وَهُوَ اللَّه سُبْحَانه هَذِهِ صِفَته , لَا تَنْبَغِي إِلَّا لَهُ . وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ هُوَ الْبَاقِي الَّذِي لَا يَفْنَى . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 29636 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , فِي قَوْله : { قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد اللَّه الصَّمَد لَمْ يَلِد وَلَمْ يُولَد } قَالَ : كَانَ الْحَسَن وقَتَادَة يَقُولَانِ : الْبَاقِي بَعْد خَلْقه , قَالَ : هَذِهِ سُورَة خَالِصَة , لَيْسَ فِيهَا ذِكْر شَيْء مِنْ أَمْر الدُّنْيَا وَالْآخِرَة . *- حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , قَالَ : الصَّمَد : الدَّائِم . قَالَ أَبُو جَعْفَر : الصَّمَد عِنْد الْعَرَب : هُوَ السَّيِّد الَّذِي يُصْمَد إِلَيْهِ , الَّذِي لَا أَحَد فَوْقه , وَكَذَلِكَ تُسَمِّي أَشْرَافهَا ; وَمِنْهُ قَوْل الشَّاعِر : أَلَا بَكَرَ النَّاعِي بِخَيْرَيْ بَنِي أَسَد /و بِعَمْرِو بْن مَسْعُود وَبِالسَّيِّدِ الصَّمَد وَقَالَ الزِّبْرِقَان : وَلَا رَهِينَة إِلَّا سَيِّد صَمَد فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ , فَاَلَّذِي هُوَ أَوْلَى بِتَأْوِيلِ الْكَلِمَة , الْمَعْنَى الْمَعْرُوف مِنْ كَلَام مَنْ نَزَلَ الْقُرْآن بِلِسَانِهِ ; وَلَوْ كَانَ حَدِيث اِبْن بُرَيْدَة , عَنْ أَبِيهِ صَحِيحًا , كَانَ أَوْلَى الْأَقْوَال بِالصِّحَّةِ , لِأَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْلَم بِمَا عَنَى اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ , وَبِمَا أَنْزَلَ عَلَيْهِ .


تفسير القرطبى:


اللَّهُ الصَّمَدُ
أَيْ الَّذِي يُصْمَد إِلَيْهِ فِي الْحَاجَات . كَذَا رَوَى الضَّحَّاك عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَالَ : الَّذِي يُصْمَد إِلَيْهِ فِي الْحَاجَات ; كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ : " ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمْ الضُّرّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ " [ النَّحْل : 53 ] . قَالَ أَهْل اللُّغَة : الصَّمَد : السَّيِّد الَّذِي يُصْمَد إِلَيْهِ فِي النَّوَازِل وَالْحَوَائِج . قَالَ : أَلَا بَكَّرَ النَّاعِي بِخَيْرِ بَنِي أَسَدْ بِعَمْرِو بْن مَسْعُود وَبِالسَّيِّدِ الصَّمَدْ وَقَالَ قَوْم : الصَّمَد : الدَّائِم الْبَاقِي , الَّذِي لَمْ يَزَلْ وَلَا يُزَال . وَقِيلَ : تَفْسِيره مَا بَعْده " لَمْ يَلِد وَلَمْ يُولَد " .قَالَ أُبَيّ بْن كَعْب : الصَّمَد : الَّذِي لَا يَلِد وَلَا يُولَد ; لِأَنَّهُ لَيْسَ شَيْء إِلَّا سَيَمُوتُ , وَلَيْسَ شَيْء يَمُوت إِلَّا يُورَث . وَقَالَ عَلِيّ وَابْن عَبَّاس أَيْضًا وَأَبُو وَائِل شَقِيق بْن سَلَمَة وَسُفْيَان : الصَّمَد : هُوَ السَّيِّد الَّذِي قَدْ اِنْتَهَى سُؤْدُده فِي أَنْوَاع الشَّرَف وَالسُّؤْدُد ; وَمِنْهُ قَوْل الشَّاعِر : عَلَوْته بِحُسَامٍ ثُمَّ قُلْت لَهُ خُذْهَا حُذَيْف فَأَنْتَ السَّيِّد الصَّمَد وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة : إِنَّهُ الْمُسْتَغْنِي عَنْ كُلّ أَحَد , وَالْمُحْتَاج إِلَيْهِ كُلّ أَحَد . وَقَالَ السُّدِّيّ : إِنَّهُ : الْمَقْصُود فِي الرَّغَائِب , وَالْمُسْتَعَان بِهِ فِي الْمَصَائِب . وَقَالَ الْحُسَيْن بْن الْفَضْل : إِنَّهُ : الَّذِي يَفْعَل مَا يَشَاء وَيَحْكُم مَا يُرِيد . وَقَالَ مُقَاتِل : إِنَّهُ : الْكَامِل الَّذِي لَا عَيْب فِيهِ ; وَمِنْهُ قَوْل الزِّبْرِقَان : سِيرُوا جَمِيعًا بِنِصْفِ اللَّيْل وَاعْتَمِدُوا وَلَا رَهِينَة إِلَّا سَيِّد صَمَد وَقَالَ الْحَسَن وَعِكْرِمَة وَالضَّحَّاك وَابْن جُبَيْر : الصَّمَد : الْمُصْمَت الَّذِي لَا جَوْف لَهُ ; قَالَ الشَّاعِر : شِهَاب حُرُوب لَا تُزَال جِيَاده عَوَابِس يَعْلُكْنَ الشَّكِيم الْمُصَمَّدَا قُلْت : قَدْ أَتَيْنَا عَلَى هَذِهِ الْأَقْوَال مُبَيَّنَة فِي الصَّمَد , فِي ( كِتَاب الْأَسْنَى ) وَأَنَّ الصَّحِيح مِنْهَا . مَا شَهِدَ لَهُ الِاشْتِقَاق ; وَهُوَ الْقَوْل الْأَوَّل , ذَكَرَهُ الْخَطَّابِيّ . وَقَدْ أَسْقَطَ مِنْ هَذِهِ السُّورَة مَنْ أَبْعَدَهُ اللَّه وَأَخْزَاهُ , وَجَعَلَ النَّار مَقَامه وَمَثْوَاهُ , وَقَرَأَ " اللَّه الْوَاحِد الصَّمَد " فِي الصَّلَاة , وَالنَّاس يَسْتَمِعُونَ , فَأَسْقَطَ : " قُلْ هُوَ " , وَزَعَمَ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ الْقُرْآن . وَغَيْر لَفْظ " أَحَد " , وَادَّعَى أَنَّ هَذَا هُوَ الصَّوَاب , وَاَلَّذِي عَلَيْهِ النَّاس هُوَ الْبَاطِل وَالْمُحَال , فَأَبْطَلَ مَعْنَى الْآيَة ; لِأَنَّ أَهْل التَّفْسِير قَالُوا : نَزَلَتْ الْآيَة جَوَابًا لِأَهْلِ الشِّرْك لَمَّا قَالُوا لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : صِفْ لَنَا رَبّك , أَمِنْ ذَهَب هُوَ أَمْ مِنْ نُحَاس أَمْ مِنْ صُفْر ؟ فَقَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ رَدًّا عَلَيْهِمْ : " قُلْ هُوَ وَاَللَّه أَحَد " فَفِي " هُوَ " دَلَالَة عَلَى مَوْضِع الرَّدّ , وَمَكَان الْجَوَاب ; فَإِذَا سَقَطَ بَطَلَ مَعْنَى الْآيَة , وَصَحَّ الِافْتِرَاء عَلَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ , وَالتَّكْذِيب لِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .


لم يلد ولم يولد
تفسير الجلالين:


لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ
" لَمْ يَلِد " لِانْتِفَاءِ مُجَانَسَته " وَلَمْ يُولَد " لِانْتِفَاءِ الْحُدُوث عَنْهُ


تفسير الطبرى:


لَمْ يَلِدْ
وَقَوْله : { لَمْ يَلِد } يَقُول : لَيْسَ بِفَانٍ , لِأَنَّهُ لَا شَيْء يَلِد إِلَّا هُوَ فَانٍ بَائِد
وَلَمْ يُولَدْ
{ وَلَمْ يُولَد } يَقُول : وَلَيْسَ بِمُحْدَث لَمْ يَكُنْ فَكَانَ , لِأَنَّ كُلّ مَوْلُود فَإِنَّمَا وُجِدَ بَعْد أَنْ لَمْ يَكُنْ , وَحَدَثَ بَعْد أَنْ كَانَ غَيْر مَوْجُود , وَلَكِنَّهُ تَعَالَى ذِكْره قَدِيم لَمْ يَزَلْ , وَدَائِم لَمْ يَبِدْ , وَلَا يَزُول وَلَا يَفْنَى .


تفسير القرطبى:


لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ
وَرَوَى التِّرْمِذِيّ عَنْ أُبَيّ بْن كَعْب : أَنَّ الْمُشْرِكِينَ قَالُوا لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اُنْسُبْ لَنَا رَبّك ; فَأَنْزَلَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ : " قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد . اللَّه الصَّمَد " .وَالصَّمَد : الَّذِي لَمْ يَلِد وَلَمْ يُولَد ; لِأَنَّهُ لَيْسَ شَيْء يُولَد إِلَّا سَيَمُوتُ , وَلَيْسَ شَيْء يَمُوت إِلَّا سَيُورَثُ , وَأَنَّ اللَّه تَعَالَى لَا يَمُوت وَلَا يُورَث . " وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد " قَالَ : لَمْ يَكُنْ لَهُ شَبِيه وَلَا عَدْل , وَلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء . وَرُوِيَ عَنْ أَبِي الْعَالِيَة : إِنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ آلِهَتهمْ فَقَالُوا : اُنْسُبْ لَنَا رَبّك . قَالَ : فَأَتَاهُ جِبْرِيل بِهَذِهِ السُّورَة " قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد " , فَذَكَرَ نَحْوه , وَلَمْ يَذْكُر فِيهِ عَنْ أُبَيّ بْن كَعْب , وَهَذَا صَحِيح ; قَالَهُ التِّرْمِذِيّ .
قُلْت : فَفِي هَذَا الْحَدِيث إِثْبَات لَفْظ " قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد " وَتَفْسِير الصَّمَد , وَقَدْ تَقَدَّمَ . وَعَنْ عِكْرِمَة نَحْوه . وَقَالَ اِبْن عَبَّاس : " لَمْ يَلِد " كَمَا وُلِدَتْ مَرْيَم , وَلَمْ يُولَد كَمَا وُلِدَ عِيسَى وَعُزَيْر . وَهُوَ رَدّ عَلَى النَّصَارَى , وَعَلَى مَنْ قَالَ : عُزَيْر اِبْن اللَّه .


ولم يكن له كفوا احد
تفسير الجلالين:
[size=29]
وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ[/size]
" وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد " أَيْ مُكَافِئًا وَمُمَاثِلًا , وَلَهُ مُتَعَلِّق بِكُفُوًا , وَقُدِّمَ عَلَيْهِ لِأَنَّهُ مَحَطّ الْقَصْد بِالنَّفْيِ وَأُخِّرَ أَحَد وَهُوَ اِسْم يَكُنْ عَنْ خَبَرهَا رِعَايَة لِلْفَاصِلَةِ .
تفسير الطبرى:


وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ
وَقَوْله : { وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد } اِخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي مَعْنَى ذَلِكَ , فَقَالَ بَعْضهمْ : مَعْنَى ذَلِكَ : وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَبِيه وَلَا مِثْل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 29637 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مِهْرَان , عَنْ أَبِي جَعْفَر , عَنْ الرَّبِيع , عَنْ أَبِي الْعَالِيَة قَوْله : { وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد } : لَمْ يَكُنْ لَهُ شَبِيه , وَلَا عَدْل , وَلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء . 29638 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , عَنْ عَمْرو بْن غَيْلَان الثَّقَفِيّ , وَكَانَ أَمِير الْبَصْرَة , عَنْ كَعْب , قَالَ : إِنَّ اللَّه تَعَالَى ذِكْره أَسَّسَ السَّمَوَات السَّبْع , وَالْأَرَضِينَ السَّبْع , عَلَى هَذِهِ السُّورَة { لَمْ يَلِد وَلَمْ يُولَد وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد } وَإِنَّ اللَّه لَمْ يُكَافِئهُ أَحَد مِنْ خَلْقه . 29639 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس { وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد } قَالَ : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء , فَسُبْحَان اللَّه الْوَاحِد الْقَهَّار . 29640 -حَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , عَنْ اِبْن جُرَيْج { وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا } : مِثْل . وَقَالَ آخَرُونَ : مَعْنَى ذَلِكَ , أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ صَاحِبَة . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 29641 - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا عَبْد الرَّحْمَن , قَالَ : ثَنَا سُفْيَان , عَنْ عَبْد الْمَلِك بْن أَبْجَر , عَنْ طَلْحَة , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : { وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد } قَالَ : صَاحِبَة . * - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا يَحْيَى , عَنْ سُفْيَان , عَنْ اِبْن أَبْجَر , عَنْ طَلْحَة , عَنْ مُجَاهِد , مِثْله . * - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا اِبْن إِدْرِيس , عَنْ عَبْد الْمَلِك , عَنْ طَلْحَة , عَنْ مُجَاهِد , مِثْله . * -حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ اِبْن أَبْجَر , عَنْ رَجُل عَنْ مُجَاهِد { وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد } قَالَ : صَاحِبَة . * -حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا وَكِيع , عَنْ سُفْيَان , عَنْ عَبْد الْمَلِك بْن أَبْجَر , عَنْ طَلْحَة بْن مُصَرِّف , عَنْ مُجَاهِد { وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد } قَالَ : صَاحِبَة . * - حَدَّثَنَا أَبُو السَّائِب , قَالَ : ثَنَا اِبْن إِدْرِيس , عَنْ عَبْد الْمَلِك , عَنْ طَلْحَة , عَنْ مُجَاهِد مِثْله . وَالْكُفُؤ وَالْكَفِيء وَالْكِفَاء فِي كَلَام الْعَرَب وَاحِد , وَهُوَ الْمِثْل وَالشِّبْه ; وَمِنْهُ قَوْل نَابِغَة بَنِي ذُبْيَان : لَا تَقْذِفَنِّي بِرُكْن لَا كِفَاء لَهُ . وَلَوْ تَأَثَّفَكَ الْأَعْدَاء بِالرِّفَدِ يَعْنِي : لَا كِفَاء لَهُ : لَا مِثْل لَهُ. وَاخْتَلَفَ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة قَوْله : { كُفُوًا } . فَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّة قُرَّاء الْبَصْرَة : { كُفُوًا } بِضَمِّ الْكَاف وَالْفَاء . وَقَرَأَهُ بَعْض قُرَّاء الْكُوفَة بِتَسْكِينِ الْفَاء وَهَمْزهَا " كُفْئًا " . وَالصَّوَاب مِنْ الْقَوْل فِي ذَلِكَ : أَنْ يُقَال : إِنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ , وَلُغَتَانِ مَشْهُورَتَانِ , فَبِأَيَّتِهِمَا قَرَأَ الْقَارِئ فَمُصِيب . آخِر تَفْسِير سُورَة الْإِخْلَاص


تفسير القرطبى:


وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ
أَيْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مِثْلًا أَحَد . وَفِيهِ تَقْدِيم وَتَأْخِير ; تَقْدِيره : وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد ; فَقَدَّمَ خَبَر كَانَ عَلَى اِسْمهَا , لِيَنْسَاقَ أَوَاخِر الْآي عَلَى نَظْم وَاحِد . وَقُرِئَ " كُفُوًا " بِضَمِّ الْفَاء وَسُكُونهَا , وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي " الْبَقَرَة " أَنَّ كُلّ اِسْم عَلَى ثَلَاثَة أَحْرُف أَوَّله مَضْمُوم , فَإِنَّهُ يَجُوز فِي عَيْنه الضَّمّ وَالْإِسْكَان ; إِلَّا قَوْله تَعَالَى : " وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَاده جُزْءًا " [ الزُّخْرُف : 15 ] لِعِلَّةٍ تَقَدَّمَتْ . وَقَرَأَ حَفْص " كُفُوًا " مَضْمُوم الْفَاء غَيْر مَهْمُوز . وَكُلّهَا لُغَات فَصِيحَة . الْقَوْل فِي الْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِي فَضْل هَذِهِ السُّورَة ; وَفِيهِ ثَلَاث مَسَائِل :
الْأُولَى : ثَبَتَ فِي صَحِيح الْبُخَارِيّ عَنْ أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيّ : أَنَّ رَجُلًا سَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأ " قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد " يُرَدِّدهَا ; فَلَمَّا أَصْبَحَ جَاءَ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ , وَكَانَ الرَّجُل يَتَقَالُّهَا ; فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : [ وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَعْدِل ثُلُث الْقُرْآن ] . وَعَنْهُ قَالَ : قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ : [ أَيَعْجِزُ أَحَدكُمْ أَنْ يَقْرَأ ثُلُث الْقُرْآن فِي لَيْلَة ] فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ , وَقَالُوا : أَيّنَا يُطِيق ذَلِكَ يَا رَسُول اللَّه ؟ فَقَالَ : [ اللَّه الْوَاحِد الصَّمَد ثُلُث الْقُرْآن ] خَرَّجَهُ مُسْلِم مِنْ حَدِيث أَبِي الدَّرْدَاء بِمَعْنَاهُ . وَخَرَجَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : [ اِحْشِدُوا فَإِنِّي سَأَقْرَأُ عَلَيْكُمْ ثُلُث الْقُرْآن ] , فَحَشَدَ مَنْ حَشَدَ ; ثُمَّ خَرَجَ نَبِيّ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَرَأَ " قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد " ثُمَّ دَخَلَ فَقَالَ بَعْضنَا لِبَعْضٍ : إِنِّي أَرَى هَذَا خَبَرًا جَاءَهُ مِنْ السَّمَاء , فَذَاكَ الَّذِي أَدْخَلَهُ . ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ : [ إِنِّي قُلْت لَكُمْ سَأَقْرَأُ عَلَيْكُمْ ثُلُث الْقُرْآن , أَلَا إِنَّهَا تَعْدِل ثُلُث الْقُرْآن ] قَالَ بَعْض الْعُلَمَاء : إِنَّهَا عَدَلَتْ ثُلُث الْقُرْآن لِأَجْلِ هَذَا الِاسْم , الَّذِي هُوَ " الصَّمَد " , فَإِنَّهُ لَا يُوجَد فِي غَيْرهَا مِنْ السُّوَر . وَكَذَلِكَ " أَحَد " . وَقِيلَ : إِنَّ الْقُرْآن أُنْزِلَ أَثْلَاثًا , ثُلُثًا مِنْهُ أَحْكَام , وَثُلُثًا مِنْهُ وَعْد وَوَعِيد , وَثُلُثًا مِنْهُ أَسْمَاء وَصِفَات , وَقَدْ جَمَعَتْ " قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد " أَحَد الْأَثْلَاث , وَهُوَ الْأَسْمَاء وَالصِّفَات . وَدَلَّ عَلَى هَذَا التَّأْوِيل مَا فِي صَحِيح مُسْلِم , مِنْ حَدِيث أَبِي الدَّرْدَاء عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : [ إِنَّ اللَّه جَلَّ وَعَزَّ جَزَّأَ الْقُرْآن ثَلَاثَة أَجْزَاء , فَجَعَلَ " قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد " جُزْءًا مِنْ أَجْزَاء الْقُرْآن ] . وَهَذَا نَصّ ; وَبِهَذَا الْمَعْنَى سُمِّيَتْ سُورَة الْإِخْلَاص , وَاَللَّه أَعْلَم .
الثَّانِيَة : رَوَى مُسْلِم عَنْ عَائِشَة : أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ رَجُلًا عَلَى سَرِيَّة , وَكَانَ يَقْرَأ لِأَصْحَابِهِ فِي صَلَاتهمْ , فَيَخْتِم " بِقُلْ هُوَ اللَّه أَحَد " ; فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : [ سَلُوهُ لِأَيِّ شَيْء يَصْنَع ذَلِكَ ] ؟ فَسَأَلُوهُ فَقَالَ : لِأَنَّهَا صِفَة الرَّحْمَن , فَأَنَا أُحِبّ أَنْ أَقْرَأ بِهَا . فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : [ أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ يُحِبّهُ ] . وَرَوَى التِّرْمِذِيّ عَنْ أَنَس بْن مَالِك قَالَ : كَانَ رَجُل مِنْ الْأَنْصَار يَؤُمّهُمْ فِي مَسْجِد قُبَاء , وَكَانَ كُلَّمَا اِفْتَتَحَ سُورَة يَقْرَؤُهَا لَهُمْ فِي الصَّلَاة فَقَرَأَ بِهَا , اِفْتَتَحَ " بِقُلْ هُوَ اللَّه أَحَد " ; حَتَّى يَفْرُغ مِنْهَا , ثُمَّ يَقْرَأ بِسُورَةٍ أُخْرَى مَعَهَا , وَكَانَ يَصْنَع ذَلِكَ فِي كُلّ رَكْعَة , فَكَلَّمَهُ أَصْحَابه , فَقَالُوا : إِنَّك تَقْرَأ بِهَذِهِ السُّورَة , ثُمَّ لَا تَرَى مِنْهَا تَجْزِيك حَتَّى تَقْرَأ بِسُورَةٍ أُخْرَى , فَإِمَّا أَنْ تَقْرَأ بِهَا , وَإِمَّا أَنْ تَدَعهَا وَتَقْرَأ بِسُورَةٍ أُخْرَى ؟ قَالَ : مَا أَنَا بِتَارِكِهَا وَإِنْ أَحْبَبْتُمْ أَنْ أَؤُمّكُمْ بِهَا فَعَلْت , وَإِنْ كَرِهْتُمْ تَرَكْتُكُمْ ; وَكَانُوا يَرَوْنَهُ أَفْضَلهمْ , وَكَرِهُوا أَنْ يَؤُمّهُمْ غَيْره , فَلَمَّا أَتَاهُمْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبِرُوهُ الْخَبَر , فَقَالَ : [ يَا فُلَان مَا يَمْنَعك مِمَّا يَأْمُر بِهِ أَصْحَابك ؟ وَمَا يَحْمِلك أَنْ تَقْرَأ هَذِهِ السُّورَة فِي كُلّ رَكْعَة ] ؟ فَقَالَ : يَا رَسُول اللَّه , إِنِّي أُحِبّهَا ; فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : [ إِنَّ حُبّهَا أَدْخَلَك الْجَنَّة ] . قَالَ : حَدِيث حَسَن غَرِيب صَحِيح . قَالَ اِبْن الْعَرَبِيّ : فَكَانَ هَذَا دَلِيلًا عَلَى أَنَّهُ يَجُوز تَكْرَار سُورَة فِي كُلّ رَكْعَة . وَقَدْ رَأَيْت عَلَى بَاب الْأَسْبَاط فِيمَا يُقَرِّب مِنْهُ , إِمَامًا مِنْ جُمْلَة الثَّمَانِيَة وَالْعِشْرِينَ إِمَامًا , كَانَ يُصَلِّي فِيهِ التَّرَاوِيح فِي رَمَضَان بِالْأَتْرَاكِ ; فَيَقْرَأ فِي كُلّ رَكْعَة " الْحَمْد لِلَّهِ " و " قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد " حَتَّى يُتِمّ التَّرَاوِيح ; تَخْفِيفًا عَلَيْهِ , وَرَغْبَة فِي فَضْلهَا وَلَيْسَ مِنْ السُّنَّة خَتْم الْقُرْآن فِي رَمَضَان .
قُلْت : هَذَا نَصّ قَوْل مَالِك , قَالَ مَالِك : وَلَيْسَ خَتْم الْقُرْآن فِي الْمَسَاجِد بِسُنَّةٍ .
الثَّالِثَة : رَوَى التِّرْمِذِيّ عَنْ أَنَس بْن مَالِك قَالَ : أَقْبَلْت مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأ " قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد " ; فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَجَبَتْ ) . قُلْت : وَمَا وَجَبَتْ ؟ قَالَ : [ الْجَنَّة ] . قَالَ : هَذَا حَدِيث حَسَن صَحِيح . قَالَ التِّرْمِذِيّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مَرْزُوق الْبَصْرِيّ قَالَ حَدَّثَنَا حَاتِم بْن مَيْمُون أَبُو سَهْل عَنْ ثَابِت الْبُنَانِيّ عَنْ أَنَس بْن مَالِك عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : [ مَنْ قَرَأَ كُلّ يَوْم مِائَتَيْ مَرَّة قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد , مُحِيَ عَنْهُ ذُنُوب خَمْسِينَ سَنَة , إِلَّا أَنْ يَكُون عَلَيْهِ دَيْن ] . وَبِهَذَا الْإِسْنَاد عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنَام عَلَى فِرَاشه , فَنَامَ عَلَى يَمِينه , ثُمَّ قَرَأَ " قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد " مِائَة مَرَّة , فَإِذَا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة يَقُول الرَّبّ : يَا عَبْدِي , اُدْخُلْ عَلَى يَمِينك الْجَنَّة ) . قَالَ : هَذَا حَدِيث غَرِيب مِنْ حَدِيث , ثَابِت عَنْ أَنَس . وَفِي مُسْنَد أَبِي مُحَمَّد الدَّارِمِيّ , عَنْ أَنَس بْن مَالِك , قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : [ مَنْ قَرَأَ " قُلْ هُوَ اللَّه أَح
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هتعرف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  مع نيرو وهيما هتعرف(من انا)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى طلاب كلية التجارة بدمنهور :: «۩۞۩-الركن الديني-۩۞۩» :: قرآن كريم-
انتقل الى: