دعونى اتحدث

الايام التى احترت فيها من فكره ما للكتابة حول سياسة اوخاطرة وجدانية او قصه ما واقعية او من نسج الخيال
رأيتها كلها ايام نادم عليها كالذى اصابنى على كثير مما قبلها
رأيت ان اتكلم دون تحديد نقطة ما للبداية حولها
او انتظار الضوء الاخضر للالهام لكى يمر ويأتينى
رغم ان الصداع متمكن منى الان،وليله رجعت من مشوار طويل فيها
الا اننى امسكت بالقلم وتكلمــــت ...

اتحدث فى نفسى واوقات اخرى اصرخ دون ان يسمعنى الناس
ودون ان يلتفت احد كون ذلك الآدمى إما يضحك هستيريا او صامتا تماما متجولا الشوارع وحده
ولكن كل ذلك هونقطة فى بحر العالم
ليس الحزن الذى نمر به هو بالاساس المحطة التى ستقام بعدها يوم القيامة
وليست تلك الدموع هى التى ستغير لون الانهار وتمنع موجات البحر من ارتطامها المتكرر للصخور
وليست ذلك الصمت هو من سيجعل الكون بلا صوت ...
ينتج عن هذا كله ان الصوره العملاقة التى ارتسمت لبعض الاشخاص ليس من الضرورى الظن انها صورة العالم
وان كان بعض الظن اثم ، فالاثم فعلا ان نظنها كذلك ، قد تكون فقط ستارة او غمامة او حائط يحجب الرؤية

كنت اتسآل فى الماضى عن سؤال يحيرنى ، اجد التناقض فى افعال كثيرة يدلنى على ذلك
من أنا؟ ، هل ذلك الطيب الساذج ؟ ام الغاضب الشرير؟!
ام الاثنين يظهر احدهما فيغلب الآخر فى حين ويسيطر الاخر فيما بعد
وهل كذلك اجد نفسى انسان طبيعى ام هناك صراع بداخلى ؟!

اتذكر الطيب منذ طفولتى ، واتذكر ذلك الغاضب منذ مراهقتى ، الى اين انا الآن ؟!
الدرس الذى تعملته حقا ان كلما زادت قدرتك على التحمل زادت اكثر قدرتك على الفعل
فعل مالم يكن فى بالك يوما ستفعله ..
من الناحية السلبية فالضغط يولد الكوارث
ومن الناحية الايجابية تولد لديك قوى خفية تعينك على المشَقّات

ذلك العالم المتلوث بفضائل الرذيلة والتى تندم على انك منحت جزء منك لأحدهم
كان ينبغى ان تمنعه من البداية ، ذلك يجعل كفة الغاضب تميل اكثر
ماذا فعلت الطيبه بينما تحولت الى جثة ملقاة على نهر الزمن ؟!
وماذا جنى الغضب حينما رددت الجراح للبعض وقررت الا اعطى بعد ذلك شيئا ؟!
وماذا لو اكتشفت ان كل ذلك ماهو الا عالم مبعثر مشتت ليس به قطعه واحدة سليمة ؟!

انما ما تربينا عليه كان منهجا لأفلاطون ومدينته الفاضلة ،سكانها الذين نبحث عنهم دائما فى انقراض
وذات يوم لن تجدهم وذلك ان لم يكن قد انتهوا من الاساس !

دعونى اتحدث قليلا عن علاقتى بالعالم
علاقة كانت مثالية ، مثلا من تقابل هم البشر الذين اصطفاهم الله ليكملوا معك المسيرة
بشر مخلصون بداخلهم شبيه تماما لمحتوى نفسك المتشبع بالخير
وان مجالك هذا ذات يوم سيحتاجه العالم ويخلد اسمك فى مدونة التاريخ بكل معانيها
والتى يصنعها قائد عظيم استطاع هو ومن معه ان يغيروا فكرة العالم ولو جزء منه على الاقل
وان بداخلنا قيمة كبرى خلقها الله للبعض ليقوموا بمهامهم التى خلقوا من اجل تأديتها
ولكن ...دعنى اصارحك بالحقيقة
ذلك العالم وذلك الواقع اصلا ليس من نتكلم عنه ، ليس بهذا الشكل ، ليس له وجود
لن يسمح لك بتحقيق كل ذلك مهما كانت ارادتك
اى ان كل الادوار التى بنينا عليها ذات قواعد زائفة
فتوقع كيـــف سيــؤول الامــر اذا ؟

عالم سياسته قذرة ومعانيه دائما ملقاه على شماعه الخيــال
يخاف الكثير من الناس ان يرتدونها ليجدوا المنــاخ غير مناسب
وان قاموا بتنفيضها سيملؤن العــالم بغبار يختنق منه الجميــع

صار كل ما اتمناه ان يدعنى ذلك العالم فقط لاتحدث ،او اتحسر
او اقل لك على شئ ، سأصمـــت كالعـــادة !!
لعل حينها اعلم من انا ، وفى هذا العالم ماذا اريد ....

رااااااااااااااااائع

الرائع هو وجودك ،نورت

جميلة اوى ياارثر

واظب على كتاباتك
ومنتظرين جديدك

وجودك الاجمل يا حبيبى

ان شاء الله وربنا يسهل

شكراً جزيلا ..
اسعدنى وجودك ،تحياتى