لا ينبغي إلقاء بقايا الأطعمة والأشربة
التي يمكن الاستفادة منها في مجاري المياه ،
ولا وضعها مع القمامة والقاذورات .
يجب حفظ الطعام الباقي للمرة الثانية ، أو إطعامه المحتاجين ،
فإن لم يوجدوا فالحيوانات ، ولو بعد تجفيفه لمن يتيسر له ذلك .
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله:
أما الخبز واللحوم وأنواع الأطعمة فلا يجوز طرحها في البيارات
بل يجب دفعها إلى من يحتاج إليها ،
أو وضعها في مكان بارز لا يمتهن ،
رجاء أن يأخذها من يحتاجها إلى دوابه
أو يأكلها بعض الدواب والطيور .
ولا يجوز وضعها في القمامة ولا في المواضع القذرة ولا في الطريق ؛
لما في ذلك من الامتهان لها ،
ولما في وضعها في الطريق من الامتهان وإيذاء من يسلك الطريق.
وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :
لا يجوز إلقاء شيء من الطعام في المحلات القذرة والمحلات النجسة كالحمامات ؛
لأن هذا فيه إهدار وإساءة إلى النعمة وعدم شكر الله .
وقد وجد النبي صلى الله عليه وسلم تمرة في الطريق ،
وقال : (لولا أني أخشى أن تكون من الصدقة؛ لأكلتها)
رواه البخاري في صحيحه ... ،
وأمر صلى الله عليه وسلم الآكل بلعق أصابعه قبل أن يغسلها
أو يمسحها بالمنديل ،
وأمر بأخذ اللقمة إذا سقطت وإماطة ما عليها وأكلها .
فدل هذا على أنه لا يجوز إلقاء شيء من الطعام أو من التمر
أو من المأكولات في المحلات القذرة والنجسة ،
بل النعم تصان وتحترم ويحتفظ بها ؛ لأن ذلك من شكرها ؛
ولأن هذه النعم ربما يأتي من يحتاجها ويأكلها ،
ولو من البهائم ؛ فإلقاؤها في المزابل لا يجوز
وأما الأطعمة الفاسدة أو التي انتهت صلاحيتها ،
والمشروبات التي لا يمكن الاستفادة منها كبقايا الشاي والقهوة
فلا حرج من إلقائها مع القمامة أو في مجاري المياه .
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
ما حكم رمي التلاميذ بقايا طعامهم وشرابهم في القمامة؟
فأجاب : أما ما لا يؤكل فلا بأس كقشور البرتقال والتفاح والموز
وما أشبه ذلك ؛ لأن هذا لا حرمة له في نفسه .
وأما ما يؤكل كبقايا الخبز والإدام وشبهه
فإنه لا يلقى في الأماكن القذرة ،
وإذا كان لا بد أن يلقى في الزبالة
فليجعل له كيس خاص يوضع فيه حتى يعرف المنظفون أنه محترم".